الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فضائيات

رئيس الوزراء: «تيكاد 8» تنعقد في ظل ظروف استثنائية فرضتها التحديات الدولية الراهنة

رئيس الوزراء خلال
رئيس الوزراء خلال كلمته في "تيكاد 8"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، كلمة خلال الجلسة العامة الأولى بفعاليات القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد 8" المنعقدة بتونس، حول الموضوعات الاقتصادية، بحضور قِيس سعيد، رئيس جمهورية تونس، وماكي سال، رئيس جمهورية السنغال، وموسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وعدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، فيما شارك في القمة "افتراضيا"؛ فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان.

شارك الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم السبت، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في فعاليات القمة .

بدأ رئيس الوزراء كلمته، التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتوجيه الشكر للرئيس التونسي قِيس سعيد، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وكذا التنظيم المتميز للنسخة الثامنة من قمة "تيكاد"، ناقلا للحضور تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا دعم مصر الكامل للخطوات الإصلاحية التي يقودها الرئيس قيس سعيّد، وخالص التمنيات لتونس الشقيقة باستكمال الاستحقاقات المقبلة بنجاح.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته: "أتوجه بالشكر لدولة اليابان، ولرئيس الوزراء فوميو كيشيدا، على ما اضطلعت به من جهود لإنجاح منصة "تيكاد" القارية الهامة، التي دشنها الشريك الياباني عام ١٩٩٣ تحت شعار "الملكية والشراكة" تأكيداً لأحقية القارة الأفريقية في ملكيتها لمساراتها التنموية".

وأضاف مدبولي، أن القمة تنعقد في ظل ظروف استثنائية فرضتها التحديات الدولية الراهنة، وأنه لا يَخفى على أحد أن وقع تلك التحديات أشد وطأة وأكثر فتكاً على الدول النامية، وعلى رأسها دولنا الأفريقية. 

وتابع رئيس الوزراء: "لا ننسى في هذا المحفل، تقديم واجب العزاء في وفاة رئيس وزراء اليابان السابق "شينزو آبي"، الذي أسهم في الارتقاء بمستوى شراكتنا ودفعها إلى آفاق أرحب تلبية لتطلعات الجانبين".

كما نوه رئيس الوزراء إلى وجود عدد من التحديات الاقتصادية شديدة الوطأة على القارة الأفريقية، لافتا كذلك إلى عدد من المحاور التي تستلزم التنسيق المشترك؛ بهدف اتخاذ خطوات فورية وفعّالة لتعزيز جهود القارة في تحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح رئيس الوزراء، في هذا السياق، أن المحور الأول يتمثل في أهمية تنويع مصادر واردات الغذاء، وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة، بما في ذلك السيطرة على ارتفاع الأسعار، مع ضرورة التنسيق المشترك من أجل النهوض بالسياسات الوطنية الزراعية الأفريقية؛ سعياً للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، على اعتبار التأثير المباشر للأزمة الغذائية على أوضاع السلم والأمن في أفريقيا، وهو الأمر الذي يستدعي دعم الدول الأفريقية، عبر تقديم حزم تحفيزية لاقتصاداتها.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن المحور الثاني يركز على الحاجة لإيلاء أولوية خاصة لتخفيف أعباء الديون عن كاهل دول القارة، خاصة في ظل ما نواجهه من تحديات دولية قاسية.

وقال في هذا الصدد: "من هنا تبرز أهمية التركيز على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويأتي ذلك استمراراً لخطة عمل "يوكوهاما"، التي دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أخيه الراحل "شينزو آبي" عام 2019".

وأضاف: “بينما يسلط المحور الثالث الضوء على ضرورة العمل على تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، باعتبارها حجر الزاوية في الوصول إلى التكامل الاقتصادي المنشود بقارتنا الأفريقية؛ سعياً لتحسين مناخ الاستثمار والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة”.

وأوضح رئيس الوزراء أن المحور الرابع يناقش قضية تغير المناخ، باعتبارها من القضايا الحيوية المهمة التي تتطلب تكاتفاً دولياً، ومن هذا المنطلق فإن مصر ستسعى، خلال رئاستها لمؤتمر الدول أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي (COP27) الذي ستستضيفه مدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022، لإعادة توجيه دفة المناقشات الدولية لصالح تفعيل مبدأ المسئولية المشتركة، وتعزيز جهود التكيف والتخفيف من حدة الآثار المناخية، وزيادة التمويل الدولي المتاح لدولنا الأفريقية، ونتطلع لمشاركتكم جميعا في هذا المحفل الدولي. 

واستطرد: “بالإضافة إلى أنه سيتم التركيز على أجندة التعافي الأخضر والانتقال العادل لتعزيز قدرة أفريقيا على الصمود أمام القضايا المرتبطة بتغير المناخ، ومن ثم نتطلع لاستمرار التنسيق القائم مع الشريك الياباني لدعم جهود وتطلعات القارة الأفريقية؛ من أجل تنفيذ تعهدات المناخ وتحويلها إلى واقع ملموس، وتوفير التمويل اللازم، خاصة في مجال التكيف”.

وأكد رئيس الوزراء أن التنمية الاقتصادية الحقيقية تستدعي تعزيز مناخ السلم والأمن داخل القارة الأفريقية، واعتماد مقاربة شاملة تحول دون العودة للصراعات، قائلا: “من هنا تحتل مسألة إعادة الإعمار والتنمية أولوية قصوى لدى القيادة السياسية المصرية؛ إذ يتولى الرئيس عبدالفتاح السيسي ريادة هذا الملف المهم على المستـوى القـاري، إيماناً منه بأن استدامة السلام ومنع تجدد النزاعات المسلحة لن يتحققا دون توحيد جميع الجهود الدولية والقارية والوطنية، لتدعيم الدول الخارجة من النزاعات المسلحة”.

وتابع مدبولي: "ستعمل مصر من خلال استضافتها لـ "مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية" على التواصل مع الشركاء الدوليين والإقليمين، لدعم خطط دول القارة في هذا المسار لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة".

واختتم رئيس الوزراء كلمته، التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتأكيده إيمان الدولة المصرية بأهمية تكامل العمل الإقليمي والقاري لدعم الجهود الوطنية القائمة لتنفيذ أهداف "أجندة 2063"؛ سعياً للوصول إلى مرحلة التكامل الاقتصادي، واستدامة السلام، وتحقيق تطلعات دول القارة، الأمر الذي لن يتأتى سوى بتضافر الجهود الدولية وتوجيهها لصالح دعم الدول الأفريقية ومؤسساتها المعنية بتحقيق الأمن والتنمية في أفريقيا.

عقب انتهاء رئيس مجلس الوزراء من إلقاء الكلمة، تقدم الرئيس التونسي بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، ولمصر التي كان لها دور بارز تاريخيا في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، وفي قيادة العمل الأفريقي المشترك.