السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

عم سمير محارب من جيش المهن اليدوية

عم سمير
عم سمير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من بين تلك العلامات الكثيرة التي تظهر الشيب وتقدم العمر، وما بين تلك التجاعيد التي غلبت على ملامح وجهه، إلا أنه مازال يعمل ويتفنن بإتقان في مهنته الفريدة من نوعها، ولا يسمح لأحد أن يبعده عنها إلا في وقتٍ واحد وهو وقت رحيله من الدنيا القاسية التي عاش فيها أكثر من ستون عامًا ولم يجد من يقدر جهده وتعبه في نهاية المطاف كما يصف حاله. 
إنه سمير عبد العال الرجل البالغ من العمر62 عامًا، ولد وتربي وترعرع في منطقة قصر الشوق في وسط البلد، وقضى حياته كلها في تلك الحواري الصغيرة التي تحتضن مئات المهن اليدوية الممثالة والكثير من التراث الفريد، حيث يعمل منذ 50 عامًا في مهنة النقش العربي، على المعادن والمنتجات النحاس والصاج التي تباع في منطقة خان الخليلي. 
مهنة قديمة للغاية تعود للعصور الإسلامية خرج سمير إلى الدنيا وجد والده وجده من قبل يعملون بها، وبدأ فيها العمل منذ كان في العاشرة من العمر حتى أتقن العمل وبدأ يتقاضى راتبا مقابل عمله في المهنة وكان أول راتب له 3 ساغ في بعض الأحيان كان يعمل الرجل مقابل طعامه فقط حتى يتعلم فنون مهنته. 
يقول الرجل الستيني إن هذه المهنة التي تعرف بالنقش العربي تمر على عدة مراحل اولا، تبدأ من الخراط الذي يقوم بتقطيع تلك القطع الصاجة وفق المقاسات المحددة ومن ثم، تنقل إلى اللحام الذي يقوم بتجمعها، وبالتالي تأتي عمل النقش العربي عليها ومن ثم التخريم والتشطيب النهائي الذي يعرض في المحالات، ولكن هناك أنواع من النقش والرسومات وكلها تتم وفق مقاسات معينة، إلا أنه يحتفظ بشيء من الفن والالمهارة الشخصية التي التي تميز الفنان عن غيره، وأنا حتى الأن لا زلت اتعمل في هذه المهنة التي تعتمد في البداية على المهارة الشخصية: "محدش يعرف يمسك البرجل ده ويشتغل بيه". 
ويضيف الرجل الستيني أن العمل في هذه الأيام ليس على ما يرام بسبب قلة وجود السياح لأن هذه المنتجات تعتمد في المقام الأول على السياح الذين يشترونها، وبالتالي قلة السياح تعني قلة العمل في هذه الورش الصغيرة، وهذه المهنة هي التي فتحت بيتي منذ الصغير: "شغلي اللي معيشني لو قعدت مش هلاقي أكل، عندي فوق الستين سنة ولسه شغال، علشان بحب الشغلانة، وكمان معتش حد جديد بيشتغل فها وهو ما يجعلها تسلك طريق الانقراض وهذا ما نخشاه، لأن ده تراث ومش عايزينه ينتهي".