لم تمر على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة أيام إلا وقامت شركة HMD الحاصلة على حق استخدام العلامة التجارية نوكيا العالمية باتخاذ خطوات جادة، حيث
حضر آلان ليجون رئيس قسم العمليات بشركة HMD Global OY ، وون شانج نائب الرئيس التنفيذي للشركة، على أرض مصر، لتوقيع اتفاق تصنيع هواتف الشركة في مصر ولكي تصبح مصر أيضاً منصة انطلاق لصادرات الهواتف المحمولة إلى دول شمال أفريقيا والسودان، ثم باقي القارة بعد ذلك.
وقع الاتفاقية تامر الجمل، مدير عام شركة HMD مصر، وأحمد أبو عوف، العضو المنتدب لشركة اتصال للصناعات المتطورة EAI، وشهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مراسم توقيع اتفاقية تصنيع مليون جهاز محمول مختلفة الطرز ما بين هواتف تقليدية الهواتف التقليدية والذكية خلال العام الجاري لتتضاعف كمياتها في الأعوام المقبلة.
وصرح تامر الجمل، أن شركة HMD ستقوم بنقل التكنولوجيا المتطورة من أنحاء العالم لمصر، وتوفر الأجزاء الدقيقة للهواتف والمواد الخام ومعدات الاختبار والمعايرة اللازمة للعملية الإنتاجية، لأن HMD ستوفر منتجاتها بنفس المواصفات العالمية دون أي نقصان.
وأكد الجمل أن HMD ستقوم بنقل الخبرات التكنولوجية وتدريب الكوادر المصرية على أيدى خبراء نوكيا، وتحقيق الاستفادة من مراكز البحث والتطوير بالشركة لتقديم منتجات تلبى احتياجات المستهلك، وأضاف أن السياسات التي تتبعها الدولة حالياً تعتبر مثالية لاتخاذ مثل هذه الخطوة في الوقت الذي تقلص معظم الشركات العالمية تواجدها في العديد من الأسواق، لكن مصر الواعدة بسوقها الضخمة وبكونها مجتمعا معظمه من الشباب القادر على استيعاب التكنولوجيا والعمل بها تستطيع أن تكون قاعدة التصنيع التكنولوجي للمنطقة بأكملها.
وأكد عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بأن الاتفاقية توضح جهود الدولة في تهيئة المناخ الداعم لنمو استثمارات الشركات العالمية في مصر، وتؤكد حرص الحكومة على تشجيع التصنيع داخل مصانع مصرية بما يسهم في خلق فرص عمل متخصصة للشباب في مجال الإلكترونيات.
كان الرئيس السيسي قد وجه منذ أيام قليلة بتعزيز توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا الحديثة لمصر، وما يتضمنه ذلك بالتوازي من تدريب الكوادر البشرية المصرية على أعمال التصنيع والصيانة، من أجل توفير مزيد من فرص العمل، ودعم الاقتصاد من خلال استغلال الصناعات الوطنية المغذية، فضلاً عن طرح منتجات الصناعة المحلية بأسعار أقل من نظيرتها المستوردة. كما وجه الرئيس بالتوسع في استكشاف المزيد من المجالات لتوطين الصناعات بها.
جدير بالذكر أن الإنتاج الفعلي لهواتف نوكيا سيبدأ في القريب العاجل بالهاتف التقليدي تليه الهواتف الذكية منتصف أكتوبر، على أن يبدأ التصدير إلى بعض دول أفريقيا وشمال أفريقيا والسودان في النصف الأول من العام القادم، بحيث تصبح مصر هي بوابة الشركة للقارة الأفريقية.
كل ذلك كان يحتاج إلى تأكيد من تامر الجمل مدير عام شركة HMD مصر أن الشركة تهتم بجودة المنتج الذي لن يقل عن نظيره المصنع في أكثر بلدان العالم تقدماً وسوف تقوم بتعيين خبراء عالميين لتدريب العمالة المصرية ونقل الخبرات إليهم، وأضاف أن عملية التصنيع ستتيح للشركة قدرات كبيرة لتوفير خدمات ما بعد البيع، وهو أصلاً من المميزات الكبرى لهواتف نوكيا في مصر، ولكن لأن المستهلك المصري سيكون أول من يشهد على نجاح التجربة، فستكون HMD أكثر حرصاً على إرضاء كل العملاء.