منتصف الأسبوع الماضي، كشفت وزارة البترول عن زيادة نسب الإنجاز في المحطات المُتبقية لخطة الانتشار السريع لمحطات التموين بالغاز الطبيعي كوقود وكذلك أعداد السيارات التي تم تحويلها للعمل بالغاز الطبيعي إلى نحو 45% خلال الفترة بين يناير ويوليو 2022، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وبلغ عدد السيارات المُحولة للعمل بالغاز الطبيعي كوقود 440 ألف سيارة منذ بدء المشروع حتى الآن، إضافة لأن هناك العديد من الفوائد الاقتصادية والبيئية التي تعود مباشرة على المواطن من هذا المشروع، حيث أن متر الغاز الذى يماثل لتر البنزين، يعادل سعره نصف سعر لتر البنزين، فضلاً عن ارتفاع رقمه الأوكتينى وكونه وقوداً نظيفاً وصديقاً للبيئة، بحسب بيانات وزارة البترول.
كما ارتفع عدد محطات تموين الغاز إلى 852 محطة حالياً، بالإضافة إلى 148 محطة أخرى سيتم دخولها على الخدمة تباعاً، وفقًا لوزارة البترول. وحققت مبيعات الغاز الطبيعي متوسطاً في الربع الأول من عام 2022 بلغ 87 مليون متر مكعب مقارنة بـمتوسط بلغ 73 مليون متر مكعب خلال عام 2021، فيما يتوقع الانتهاء من تحويل 82 ألف سيارة جديدة للعمل بالغاز الطبيعي كوقود خلال العام المالي الحالي، بزيادة 48 % على العام الماضي، كما تم زيادة مراكز التحويل لتصل إلى 120 مركزاً حتى الآن.
إلى ذلك، قال المهندس طارق الملا، وزير البترول، إنه أكد على أهمية الالتزام بالبرامج الزمنية لتنفيذ خطة الدولة للتوسع في استخدام الغاز في السيارات والإسراع بخطة الانتشار السريع للمحطات من خلال التنسيق بين شركات تسويق المنتجات البترولية والغاز الطبيعي والوزارات والجهات المعنية في الدولة، خاصة في ظل الأحداث العالمية التي أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي والتي أدت إلى زيادة في أسعار الخامات والمكونات الرئيسية سواء اللازمة لإنشاء المحطات أو اللازمة في عمليات تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي.
وأشار الملا إلى ضرورة التوسع في مراكز التحويل والصيانة وانتشارها في المدن الرئيسية والتجمعات ذات الكثافة السكانية المرتفعة بمختلف محافظات مصر لتلبية احتياجات المواطنين الراغبين في تحويل سياراتهم للعمل بالغاز الطبيعي، وتدريب العمالة الفنية ورفع كفاءتهم في عمليات التحويل وأعمال الصيانة والالتزام بتطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية.
كما قال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول سابقًا، إن تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي هي فكرة رائدة بمصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن الدولة تهتم بالبيئة بشكل كبير جدًا خاصة بعد تفشي العديد من الأمراض.
وأكد، أن المبادرة الرئيسية هدفها التوسع في السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي لأن نسبة الانبعاث التي تعمل بالوقود تكون كبيرة جدًا، مضيفًا أن الدولة تهتم بتوفير الطاقة لذلك أطلقت مبادرة إحلال السيارات القديمة لأنها تستهلك وقودًا كثيرًا وتخرج عوادم ولها أضرار على البيئة.
وأشار يوسف إلى أن العمل بالطاقة النظيفة الجديدة الغاز الطبيعي وهى أكثر توفيرًا والأكثر استخدامًا، منوهًا بان الدولة هدفها تحويل أكثر من مليون سيارة للعمل بالغاز الطبيعي.
ولفت نائب رئيس هيئة البترول إلى أن الغاز يعد ثورة قومية ويعد أرخص من سعر البنزين والسولار من ناحية كفائتة وسعره العالمي المتداول، مشيرًا إلى أن مصر لديها فائض من الغاز الطبيعي لو وجه لمشروعات القيمة المضافة سيعمل على زيادة العائد على الدولة والاقتصاد الحر.
من جهته، قال الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن إنتاج مصر من الغاز تضاعف عما كان عليه سنة 2010، حيث وصل حاليًا إلى نحو 7.2 مليار قدم مكعب من الغاز، مشيرًا إلى انخفاض ديون الشركة الأجنبية العاملة في مجال البترول من 6 مليار دولار إلى أقل من 600 مليون دولار فقط.
وأضاف، أن قطاع البترول حقق طفرة غير مسبوقة خلال الـ 8 سنوات الأخيرة، ومنطقة شرق المتوسط واعدة وتحتوي حوالي 220 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وما تم اكتشافه حوالي 60 تريليون قدم مكعب موزعة بين قبرص واسرائيل ومصر وفي طريقنا للمزيد.
