"إدارة عموم الزير" قصة قصيرة خالدة للكاتب للدكتور حسين مؤنس
البداية
كان فيه ملك بيتفقد مملكته
مر على قرية.. لقى أهلها بيشربوا من الترعة مباشرة..
قال للحاشية: أبقوا شوفولهم أي حاجة ولو حتى زير يشربوا منه..
التنفيذ
كبير الوزراء على طول أمر بشراء زير ووضعه على شاطئ الترعة علشان الناس تشرب منه
بعد ما وصل الزير طلع موظف وقال: بس كده الزير ده يبقى أموال عامة وعهدة حكومية.. لازم غفير يقوم بحراسته..
رئيسه قال له: الغفير مش شغلته يملا الزير... لازم سقا يملاه كل يوم..
طبعا اكتشفوا إنه مش معقول غفير واحد ولا سقا واحد هايشتغل طول الأسبوع.. فتم تعيين 6 غفرا و6 سقايين للعمل بنظام الورديات لحراسة وملء الزير..
..........................
التفاصيل
هنا ظهر موظف تاني وقال لهم: الزير ده محتاج حمالة وغطا وكوز.. فلابد من تعيين فنيين صيانة لعمل الحمالة والغطا والكوز..
هنا بادر موظف خبير متعمق فقال: طيب ومين اللي هايعمل كشوف المرتبات للناس دي كلها ؟؟.. لا بد من إدارة حسابية وتعيين محاسبين لصرف المرتبات
موظف أكبر قال لهم: على كدة لازم حد يتابعهم ويشرف على كل العاملين فتم إنشاء إدارة لشئون العاملين وعمل دفاتر حضور وانصراف للموظفين والعاملين..
موظف تاني أضاف: طيب لو حصل أي تجاوزات أو منازعات بين العمال مين اللي هايفصل فيها ؟؟.. لازم نعمل إدارة شئون قانونية للتحقيق مع المخالفين والفصل بين المتنازعين..
لما وصل الموضوع لكبير الموظفين.. قال: ومين اللي حيرأس كل الموظفين دول ؟؟.. لازم ننتدب موظف كبير لأن الإدارة بقت كبيرة.
..........................
النهاية
بعد مرور سنة.. صادف إن الملك مر تاني في نفس المنطقة
الملك لقى مبنى فخم وعليه يافطة كبيرة مكتوب عليها الإدارة العامة لشئون الزير..
لقى في المبنى غرف وقاعات اجتماعات ومكاتب كثيرة..
لقى كمان راجل مهيب قاعد على مكتب كبير قدامه يافطة: الأستاذ مدير عام شئون الزير
تساءل الملك عن سر المبنى الجديد ده والإدارة الغريبة اللي أول مرة يسمع عنها
الحاشية الملكية قالوا له: يا جلالتك كل ده لرعاية الزير اللي حضرتك أمرت بيه السنة اللي فاتت
الملك فرح جدا وقرر يروح يشوف الزير أخباره إيه
الملك لقاه فاضي ومكسور وجنبه غفير وسقا نايمين وبيشخروا
الملك لقى كمان جنبهم يافطة مكتوب عليها: “تبرعوا لإصلاح الزير مع تحيات الإدارة العامة لشئون الزير”....
ونعرض هنا ما فى هذه المناهج والكتب التراثية من خرافات وأحكام تدعو للكراهية والعنف ضد غير المسلم والمرأة. وتدعو كتب الفقه التى تدّرس بالمعهد لقتل المخالفين كتارك الصلاة والزانى المحصن والمرتد، ولو بغير إذن الإمام، كما يجوز قتل الجماعة فى الواحد، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إنما تقول بعدم القصاص لمن قتل أحدهم عن طريق إغراق إياه أو خنقه، لأن ذلك مما لا يقتل عادة، فى نظرهم. وفيما يلى نصوص مناهج الأزهر: «وله- أى للمسلم- قتل الزانى المحصن، والمحارب، وتارك الصـلاة، ومن له عليه قصاص، وإن لم يأذن الإمام فى القتل، لأن قتلهم مستحق، ثم بعد ذلك يأكل منه ما يشاء»، «الشرح الصغير»، المقرر على الصف الثالث الثانوى.
وفى كتاب «الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع»، فله- أى للمسلم- كفاية لشر الكافر «أن يفقأ عينه، أو يقطع يديه ورجليه، وكذا لو أسره، أو قطع يديه أو رجليه، وكذا لو قطع يدًا ورجلًا». وفى صفحة 357 من كتاب «الإقناع» يعلم الأزهر تلاميذه كيف يهينون أصحاب الديانات الأخرى المخالفين للإسلام: «وتعطى الجزية من الكتابى على وصف الذل والصِغَار ويقولون له «أعط الجزية يا عدو الله»، وليس هذا فقط، بل يكون المسلم الجابى جالسًا والذمى واقفًا ويأخذ بتلابيبه ويهزه هزًا ويقول: «أعط الجزية يا عدو الله».
احتقار الآخر كما ورد فى كتاب «الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع» المقرر على الصف الثالث الثانوى الأزهرى بصفحة 235 ما نصه: «وألا تبنى كنيسة فى الإسلام لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز فى دار الإسلام، فإن بنوا ذلك هدم، ولا يجوز إعادة بناء كنيسة قد انهدمت وبالذات فى مصر». وفى موضع آخر تحديدًا فى صفحة من 236 - 238: «ويعرف أهل الكتاب فى ديار الإسلام بلبس الغيار وشد الزنار، والغيار هو ما يتم ارتداؤه على أن تتم خياطة جزء من أماكن غير معتاد الخياطة بها كلون مخالف تتم خياطته على الكتف مثلًا، لأن عمر رضى الله عنه فعل ذلك كما يزعمون، ويمنعون من ركوب الخيل، ويلجأون إلى أضيق الطرق، ولا يمشون إلا أفرادًا متفرقين، ولا يوقرون فى مجلس فيه مسلم لأن الله تعالى أذلهم». وحسب كتاب «الإقناع» فإنه: «تميز نساء المسيحيين بلبس طوق الحديد حول رقابهن ويلبسون إزارًا مخالفًا لإزار المسلمات». ويدعو الكتاب لكراهية الغير، وعدم الميل لهم، فبحسب ما ورد فى صفحة 238: «بما أن الإساءة تقطع عروق المحبة فيجب الإساءة لهم وعدم الميل القلبى لهم، وقطع عروق المحبة معهم».
وبعد.. تلك بعض مما تفخرون به.. وبعض من مآسينا.