أرادت نيرة الالتحاق بكلية الطب، ولكن حالت بينها وبين رغبتها ورغبة أهلها وأحبابها درجة مكتب التنسيق والقبول بمجموع الثانوية العامة لتلتحق بكلية التربية الفنية وفي بداية التحاقها سنه أولى كلية لم تجد سوى التنمر والإحباط من قبل زملائها. كلمات بسيطة ولكن كانت تترك اثراً نفسياً سلبياً.
ولكنها كانت أتذكر أن لكل مجتهد نصيب، فعلى رغم ادعاء البعض أن تلك الكلية ليست لها مستقبل وغيرها من الكلمات المحبطة إلا أنها لم تخضع إلى ضغط أو لأي نوع من الإحباط أبو اليأس والتحقت بالكلية بالفعل ويتحول الأمر إلى عزيمة وقوة وإصرار على تحقيق هدفها، وأحبت المجال الدراسي والتخصص لكي تبدع وتخرج ما بداخلها من إحساس ينعكس على الرسومات واللوحات الفنية بكل فخر واعتزاز.
وتقول نيرة محمد علي المعلواني، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية التربية النوعية قسم التربية الفنية، والتي لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها، من أبناء محافظة الدقهلية وتواصل الحديث
"لم أكن أحب الرسم، وكنت دوماً أهرب من حصص التربية الفنية لأني كنت اعتبرها من الحصص غير المهمة، ولم يكن شغفي بالرسم حتى ساقني القدر ومجموع الثانوية العامة للالتحاق بكلية التربية وللأسف قبل انتهاء الترم الأول من الحضور أصابني الإحباط الشديد لدرجة أنني قررت أن أكتفي بالثانوية العامة
ولكن مع مرور الوقت والالتقاء بطلبة جدد والتعارف بالأصدقاء الجدد نسيت تلك الكلمات المحبطة وفي وبفضل الله وتشجيع الأهل والأصدقاء بعد مرور فتره وجيزة، ومن الفرقة الأولى إلى الثالثة أحببت الرسم بجنون وصار شغلي الشاغل أن أتفوق في هذا المجال. وبالفعل بجانب الدراسة بدأت حضور ورش عمل خاصة بالرسامين في أماكن متفرقة حتى اكتسب خبرات جديدة. بجانب الدراسة حضرت ندوات تثقيفية عن الفن والفنون وتابعت برامج على مواقع التواصل الاجتماعي وكورسات عبر الإنترنت لكي أكون ملمة بأحدث الأدوات المستخدمة في الرسم وصقل الموهبة، كما أنني قد حصلت على تقدير عالي. وبفضل من الله تمكنت من الحصول على مركز مدير قسم الفن التشكيلي لمنتدى مسعود الدولي للثقافة والفنون بفرع إيطاليا.
تمكنت نيرة من تسلق سلم التنمر للصعود إلى النجاح والوصول إلى الاحترافية، وذلك يرجع فضله إلى تشجيع الوالدين، الذين لم يتوانوا في الدعم المستمر النفسي والمعنوي لتحقيق الذات وإحضار كل الأدوات بدءا من القلم الرصاص والألوان الخشبية والبرك بستيل والزيت والشمع واستمر ساعات أمام اللوحات والكثير منها يحتاج إلى أيام لذلك اذهب ثم أعود لإكمالها والظهور بها في المعارض مثل معرض قطع صغيره بمكتبة مصر كما شاركت بلوحاتي بمعرض أجمل بورتريه بدار ابن لقمان بالمنصورة كما شاركت بلوحات بعمل تطوعي مع أكاديمية ماي داي وغيرها وهنا أتذكر أن الإنسان يستطيع أن يجعل من رأي الآخرين الدافع والداعم وعدم الاستسلام والانطلاق في طريق النجاح كما أنني أحلم بالعالمية وترحي لوحاتي في أشهر المزادات حول العالم مثل فان جوخ وباكسو.