الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"التعليم ومواجهة التطرف" كتاب يرصد دور المكتبات المدرسية في بناء شخصية النشء

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تلعب المكتبة المدرسية دورا كبيرا في تشكيل وعي الطفل وتعد بمثابة حجر الزاوية لثقافته، فلا بد أن تحظى بالاهتمام البالغ من حيث الشكل والمضمون، وكذلك القائمين ليها في خدمة الطلاب وتنمية ميولهم القرائية، بالإضافة إلى استحداث أنشطة لها دورا كبيرا في التعليم التثقيفي لمحاربة الفكر المتطرف، وتفعيل دورها لبناء الشخصية الوطنية وتنمية قيم الانتماء.

يتناول الكاتب ياسر مصطفى عثمان، في كتابه "التعليم ومواجهة التطرف.. المكتبة المدرسية نموذجا" الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أهم نوع من أنواع المكتبات وهي المكتبة المدرسية، التي تؤثر في تكوين وتربية الشخصية وبناء الإنسان، بل والأرض الخصبة التي يمكن أن يزرع فيها الخير ويحصده الجميع في مجتمعنا المصري.

يشير لنا المؤلف إلى المكتبات في عصرنا الحالي تعد من أهم المؤسسات التي تساند في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال دورها الكبير في توفير المعلومات وتنظيمها وبثها لنشر القيم الاجتماعية الإيجابية مثل الانتماء، والتسامح، والعدل، وكذلك دورها الكبير في بناء الشخصية الوطنية والتوعية بالقضايا المختلفة ومناقشتها واقتراح حلول لها، فإذا كان التعليم والثقافة هما حجرا الزاوية في النهوض بمقدرات الوطن للخروج من أزمته الحالية، فليكون تعزيز القيم الاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف ونشر ثقافة تقبل الآخر وإعلاء قيم الوحدة الوطنية هما من أهم السبل لدفع التقدم في مختلف نواحي الحياة، لغرس بذور حب الوطن وتنمية قيم الانتماء في نفوس الأطفال والنشء والشباب، وتعد المكتبات المدرسية من أهم وسائل دعم وتعزيز الانتماء لديهم.

ويوضح لنا الكاتب، أن المكتبات المدرسية هي أحد أهم الروافد التي يستقى منها الطالب معلوماته وتسهم في إكسابه خبرات ومهارات وقيم جديدة عن طريق مواقف تعليمية حقيقة، وأن ممارسته لأنشطتها تساعد في تنشئته اجتماعيا، ويسعى الكتاب إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الثقافية والتعليمية أهمها توفير منهج علمي بالمكتبات المدرسية التي تساعد على بث قيم الانتماء الوطني ومكافحة التطرف الفكرى من خلال تكوين مجموعة من المعارف الثقافية والوجدانية والتعليمية الصحيحة للطلاب في ثلاثة محاور رئيسية أولها: بناء مكتبة مدرسية تحقق الأهداف الإستراتيجية التي انشأت من أجلها، ثانيا: تأهيل وتدريب كوادر من اختصاصي المكتبات، لتفعيل وادارة المكتبة المدرسية وخدماتها وأنشطتها بالشكل الصحيح، ثالثا: تصميم برامج وأنشطة ثقافية وفنية تساهم في بناء الشخصية الوطنية ومحاربة الفكر المتطرف.

ويرى المفكر الدكتور مصطفى الفقي، أن المؤلف يؤمن بدور المكتبة التي تعد ركيزة تربية وقاعدة تكوين، ويعالج من خلال فصول كتابه التسعة المدعومة بالصور قضية مهمة وكأنه يقدم دراسة علمية موثقة حتى تكون مصدرا للباحثين والخبراء في هذا المجال، ولكنه يفكر في مستقبل هذا الوطن وأجياله القادمة من خلال التربية وعناصرها وفي مقدمتها القراءة، وكذلك الذين يتوهمون أن الكتاب الورقي سوف يسقط عن عرشه مخطئون، مؤكدا "الفقي" الكتاب الورقي والإلكتروني سيقومان بالتوازي، لأن أحدهما للقراءة السريعة والآخر الورقي للتوثيق وتسجيل الحقائق ورصد المعلومات، وتعتز مكتبة الإسكندرية بالاحتفاظ بنسخ من هذا الكتاب، لأنه عمل يستشرف المستقبل ويبحث عن مشكلات الوطن ويبدو مهموما بالغد.