الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

ماذا بعد عدوان الاحتلال على غزة؟.. خبراء سياسية: المشهد في غزة مأساوي ويستهدف المدنيين والأطفال.. ومصر الطرف الأقوى القادر على إعادة الهدنة بين الاحتلال والمقاومة

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مشهد متكرر شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات دموية على قطاع غزة الفلسطيني خلال الساعات الماضية، مما تسبب في سقوط العشرات من الضحايا بين شهداء ومصابين، الأمر الذي أثار فزع وإدانة العديد من الدول والمنظمات العربية والدولية، مطالبين بضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية والعدوان الغاشم لقوات الاحتلال على غزة. 

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت، مساء السبت، عن ارتفاع عدد الشهداء في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 15 شهيدا في اليوم الثاني للتصعيد، وأوضحت أن من بين الشهداء طفلة في الخامسة من العمر وسيدة في الثالثة والعشرين وسيدة مسنة، إلى جانب أكثر من 135 مصابا، بحسب وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية.

غارات الاحتلال على غزة

غارات الاحتلال على غزة

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية عدة منازل ومواقع بغزة وحي الشجاعية وخان يونس ورفح والشمال، موقعة أعدادا إضافية من الشهداء بينهم أطفال، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية الرد على الغارات العدوانية بقصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ردا على استمرار العدوان.

وفي وقت سابق اليوم، أصيب عشرة فلسطينيين على الأقل بجروح مختلفة، السبت، إثر تجدد غارات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة غزة وشمال وجنوب القطاع.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلية شنت سلسلة غارات على منازل وممتلكات الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من مدينة غزة، وفي بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة عشرة فلسطينيين بجروح متفاوتة من ضمنهم طفلان وامرأة، جرى نقلهم إلى عدد من المشافي لتلقي العلاج.

وأضافت الوكالة أن الطيران الحربي الإسرائيلي بمختلف أنواعه ما زال ينفذ غارات على أماكن متفرقة من القطاع، لافتة إلى سماع دوي انفجارات قوية إثر ذلك.

اطلاق صاروخ علي مستوطنات الاحتلال الاسرائيلي

400 صاروخ على مستوطنات الاحتلال

في الوقت ذاته أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، أنه تم رصد إطلاق حوالي 400 صاروخ من داخل قطاع غزة على إسرائيل منذ أمس الجمعة.

بينما قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إن عدوان الاحتلال الإسرائيلي في يومه الثاني على القطاع، خلف دمارا في 650 وحدة سكنية منها 45 وحدة أصبحت غير صالحة للسكن، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "معا" الفلسطينية.

وشدد معروف في مؤتمر صحفي، السبت، علي أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي ألحق الأضرار بالعديد من المؤسسات الأهلية بينها الإعلامية والحقوقية ومنازل المواطنين التي كان آخرها قصف أحد البنايات غرب مدينة غزة في انتهاك واضح للقوانين الدولية.

 لين هاستينجز منسقة الشؤون الإنسانية

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الوضع الإنساني في غزة

فيما حذرت الأمم المتحدة اليوم السبت من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة اثر التصعيد الحالي، معربة عن قلقها البالغ "إزاء التصعيد المستمر والخطير للعنف في غزة"، الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 15 فلسطينيا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، من ضمنهم طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات وسيدتان، وجرح أكثر من 100 فلسطيني، بالإضافة إلى تعرض المناطق السكنية في غزة للقصف وتضرر المنازل حيث أصبحت 31 عائلة بلا مأوى.

وقالت لين هاستينجز منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، في بيان صحفي، إن "الوضع الإنساني في غزة مريع بالفعل ولا يمكن أن يتفاقم إلا مع هذا التصعيد الأخير"، داعية إلي وقف التصعيد لتجنب المزيد من الضحايا، وباحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية. 

وتابعت: "من المقرر أن ينفد وقود محطة توليد الكهرباء في غزة اليوم؛ وتم بالفعل قطع الكهرباء. إن استمرار تشغيل مرافق الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمدارس والمستودعات والملاجئ المخصصة للنازحين أمر هام وهو الآن معرض للخطر".

وأضافت: "ينبغي عدم إعاقة حركة ووصول العاملين في المجال الإنساني للحالات الطبية الحرجة، والسلع الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود إلى غزة، حتى يمكن تلبية الاحتياجات الإنسانية".

وطالبت بالسماح على الفور للأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بإدخال الوقود والغذاء والإمدادات الطبية ونشر العاملين في المجال الإنساني وفقًا للمبادئ الدولية؛ وهذا يشمل على وجه التحديد ضمان الأمن والعبور من خلال المعابر الحدودية الرئيسية لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية.

الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة

وفي هذا الشأن، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما يحدث في غزة مشهد مأساوي، إذ أن العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تطول العناصر المسلحة فقط بل تطال المناطق السكنية والأطفال وكبار السن، مشيرة على أن إسرائيل من الواضح أن لديها مجموعة من الأهداف ولا تهتم بالضحايا الذين يتساقطون مع كل غارة تشنها على القطاع.

وبسؤالها عن كيفية إيقاف نزيف الدماء، أكدت "الشيخ" أن "مصر قادرة على إعادة التهدئة باتصالاتها مع الجانبين، مشددة على أن مصر الدولة الوحيدة المؤهلة لوقف التصعيد ووقف إطلاق النار على الفور، حيث أن مصر أكثر دولة أعطت للقضية الفلسطينية وشاركت في العديد من الحروب على الجبهة الفلسطينية وراح جرء ذلك المئات من الشهداء من أبناء مصر.

وأضافت في تصريحاتها لـ"البوابة نيوز" أن مصر لديها قدرة تفاوضية كبيرة وكانت قادرة على وقف التصعيد الأخير في 2021، لذا يجب على الطرف الإسرائيل وفصائل المقاومة الاستجابة، لأن الوضع متفاقم وهناك إصرار من الجانبين على التصعيد.

الدكتور محمد فرحات، أستاذ العلوم السياسية

فيما قال الدكتور محمد فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر كان لديها قراءة مسبقة للتصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، فمصر تعمل بشكل استباقي للسيطرة على الأوضاع في غزة ولعل هذا يفسر السبب وراء زيارة الوفد الأمني لقطاع غزة قبل فترة وجيزة.

وأضاف فرحات في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن هذه القراءة المسبقة تجعل مصر قادرة على وقف التصعيد، والخبرة المصرية والعلاقات والثقة مع طرفي الصراع يمكن مصر من الحصول على تعهدات من الجانبين لوقف العمليات العسكرية واستمرار الهدنة.

وتابع: "هناك فرصة كبيرة لمحاولة إعادة الأمور، والضمانات هنا هي وجود مصلحة في العودة للهدنة، فمن الطرف الفلسطيني هناك مشروع إعادة الإعمار، وكل الفصائل تريد استمرار مشروعات إعادة الأعمار، وعلى الجانب الإسرائيلي فالمشهد الآن أكثر تعقيدا وتنفيذ عمليات واسعة وبمدى زمنى طويل ليس في مصلحة إسرائيل وبخاصة مع قرب الانتخابات واليمين يستخدم العمليات لخلق توافق بين اليمين، كما أن هناك قطاع كبير من الإسرائيليين لا يفضل الاستمرار في العمليات العسكرية فهي ليست في صالح إسرائيل حيث أصبحت هناك مناطق بعينها مستهدفة من قبل صواريخ المقاومة الفلسطينية.