تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، أزمة وصفتها صحيفة واشنطن بوست بالكارثية، في نقص المعلمين بالمدارس، بمختلف ربوع البلاد؛ مشيرة إلى أن انخفاض أعداد المدرسين يصل إلى حد الأزمة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن مسئولي التعليم بالولايات المتحدة، يسابقون الزمن من أجل توفير عدد كافٍ من المدرسين، خاصة قبل بدء العام الدراسي.
وشفعت الصحيفة تقريرها، ببعض الأمثلة التي توضح تعمق الأزمة، ومنها: تحول المناطق التعليمية الريفية في ولاية تكساس إلى العمل لأربعة أيام فقط بالأسبوع، مع عودة الدراسة الخريف المقبل، بسبب نقص العاملين، بينما طلبت فلوريدا من المحاربين القدامى، الذين ليس لديهم خلفية في التدريس دخول الفصول. وسمحت ولاية أريزونا لطلاب الكليات بالمشاركة والتدريس للطلاب.
وقال دان دومينيش، المدير التنفيذي لرابطة جمعية مديرى المدارس، إنه لم يشهد هذا السوء من قبل. ففي الوقت الراهن، تتصدر تلك القضية الأزمات التي تقلق المقاطعات المدرسية، والحاجة هي أم الاختراع، وتتجه المناطق التعليمية المضغوطة إلى بعض الحلول للتعامل مع المشكلة.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأنه من الصعب معرفة عدد الفصول الدراسية فى الولايات المتحدة التي تعانى من نقص المدرسين فى العام الدراسى 2022-2023، فلا يوجد قواعد بيانات وطنية تتعقب المشكلة بشكل دقيق. إلا أن التقارير الخاصة بالولايات والمناطق التعليمية قد ظهرت في مختلف أنحاء البلاد تتنافس تفاصيل الفجوات فى الموظفين، وتختلف ما بين مئات وآلاف، ولا تزال مفتوحة مع اقتراب انتهاء العطلة الصيفية.
أسباب أزمة نقص المعلمين
وعن أسباب هذه الأزمة؛ يشير الخبراء إلى مجموعة من العوامل تشمل إرهاق المدرسين الناجم عن وباء كورونا وضعف الأجور وشعور بعض المعلمين بأن السياسيين وأولياء الأمور، وأحيانا أعضاء مجالس إدارة المدرسة نفسها، بقلة الاحترام لمهنتهم فى ظل حروب ثقافية تعليمية متصاعدة ربما شهدت قيام بعض المناطق والولايات بتمرير سياسات وقوانين تقيد ما يمكن أن يقولوه عن التاريخ الأمريكي والعرق والعنصرية وغيرها من القضايا.
من جهتها؛ أشارت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية في وقت سابق إلى إن المدارس بالولايات المتحدة تقوم بإلغاء الدراسة بها أو العودة إلى التعليم عن بعد، في الوقت الذي يعانى فيه مديرو المدارس والإدارات من الفصول الدراسية الفارغة والحافلات بلا سائقين والكافتريات التي تعانى نقص العمالة، وكل ذلك سببه إهلاك واسع للمعلمين، ومخاوف من فيروس كورونا، واستقالات كبرى.
وتطرقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أيضا إلى الحديث عن الأزمة، وقالت إنه في مختلف أنحاء الولايات المتحدة كان نقص المدرسين حادا، حتى إن المعلمين البدلاء، الذين كانت أجورهم ضعيفة دائما، وجدوا أنفسهم على الجانب المستفيد في معادلة العرض والطلب، وأدى هذا أحيانا إلى ارتفاع في أجورهم، وعمل ثابت.
لكن مع استمرار الأزمة، تخفض بعض المدارس معاييرها الخاصة بالمعلمين البدلاء، الذين قد يستفيدون بشكل كبير من الأزمة.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذه التحركات أدت إلى مخاوف من قبل الآباء والمعلمين وصانعي السياسات بشأن جودة التعليم، ومن الواضح بالفعل أن الجمع بين إغلاق المدارس والتعليم عن بُعد أدى إلى خسائر كبيرة في التعلم للطلاب.
وتوضح الصحيفة أن المشكلة بدأت بالحاجة إلى معلمين بدوام كامل فى العديد من الإدارات التعليمية. ففى أريزونا، ترك نحو 1400 معلم المهمة خلال الأشهر الأولى من العام الدراسى، وفقا لإحدى الدراسات. وفى ولاية فلوريدا، بدأ العام الدراسة بعدم وجود نحو 5 آلاف معلم، وفقا لفيديو نشره رئيس اتحاد التعليم بالولاية أندرو سبار.
وعزت نيويورك تايمز دوافع هجرة المعلمين للمدارس، إلى ضعف الأجور والضغط الهائل وظروف العمل الصعبة قد أثرت على المهنة لسنوات، لكن الخوف من الإصابة بكورونا أدى إلى الوضع الكارثى، وفقا للخبراء، وأصبح المعلمون يغادرون عملهم أو يتقاعدون مبكرا.