أقام المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الخامسة عشرة، اليوم الثلاثاء، جلسة حوارية بعنوان "حضور تيار المسرح الشعبي"، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، أدارتها المخرجة عبير على، وتحدث خلالها كل من: المخرج أحمد إسماعيل عن "رواد المسرح الشعبي"، والمخرج حمدي طلبة عن "المسرح الشعبي وتجارب في الأقاليم"، والمخرج سعيد سليمان تحدث عن "توظيف التراث الشعبي في المسرح المعاصر، بحضور الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان .
تحدثت المخرجة عبير علي، عن أهمية المسرح الشعبي والابداع الجماعي واهمية الكتابة المشتركة التي تعمل على تلبية احتياجات الجمهور ومناقشة قضاياهم، وعن تعامل صناع المسرح الشعبي مع طريقة عرض القضايا والمشكلات الشعبية من خلال فن يحترم الجمهور ويصل الى قلوبهم.
بدأ المخرج احمد اسماعيل، حديثه عن مفهوم المسرح الشعبي، بأنه نوع من انواع المسرح الغير تقليدي الموجود فى معظم البلاد الأوروبية، وانه في معظم الأحوال يرتبط بالبيئة المحيطة بل ويحتاج هذا النوع من المسرح التعايش مع الجمهور من خلال دراسة احتياجاتهم وقضاياهم وطرحها على المسرح بهدف الوعي، مشيرا الى إن المسرح الشعبي يلبى الاحتياجات الموضوعية والجمالية لأهالى القرى والمناطق الشعبية.
وقال : إن الموالد الشعبية كان لها الفضل في تكوين وجدانه منذ طفولته، وعندما ترك قريته وانتقل للقاهرة أيضا كان حريص على حضور مولد السيدة زينب ومن هنا ادرك ان المسرح الشعبي له رسالة مهمة للوصول الى وجدان كل فرد في الجمهور، وعن تجربة "شبرًا بخوم" التي استمرت نحو أربعون عاما، أعرب عن سعادته وتحقيق جزء من حلمه في مسرح يلتف الجمهور حوله، وأن مشروع مسرح القرية فى شبرا بخوم ، كان يحتوى على الشروط المركبة للمسرح لأنه يعبر عن أهالى القرية، بالمعنى الشامل فنياً وفكرياً .
واثني على كلامه المخرج حمدي طلبة الذي تحدث عن المسرح الشعبي وتجاربه في الأقاليم، خاصة مدن الصعيد الغنية بالمظاهر التراثية والشعبية ، وكانت أشهر قصة في الموالد الشعبية قديما في الصعيد"حسن ونعيمة"، وعندما بدأ في عمل مسرح شعبي كان متأثر بتلك القصة ، وخاصة فكرة الفلكلور وبناء عليه ذهبوا الى قرية حسن ونعيمة لجمع مصادر حول أصول القصة من قرية حسن والأهالي هناك رحبوا بكل شخص أراد توثيق القصة بينما عند الذهاب الى المنشية وهي قرية نعيمة لجمع معلومات عنها ، رفض الأهالي الحديث عنها بل وكانوا يعتبروا أي شخص يبحث عن قصتها خارج عن الأدب ومن هنا استلهم قصة المسرح الشعبي ومن هنا أيضا جاءت فكرة نوادي المسرح .
وبخصوص عرض البهنسا قال طلبة: النص تمت كتابته بعد عملية جمع ميدانى للتراث الشعبى فى البهنسا خاصة وأنها تتنوع حضاريا ما بين تاريخ فرعونى وقبطى واسلامى بجانب العديد من ألوان التراث الشعبى، ومن هنا جاءت فكرة النص و كتابة معادل درامي شعبى يجمع الفولكلور المحلى للبهنسا، وأن أسلوبه السائد هو اُسلوب المعايشة الميدانية التي احبها وأصبحت منهجه بل أنه يستخدم اُسلوب " الكتابة على المكان" مشيرا الى أنه أسلوب العمل الذي استخدمه في العديد من التجارب.
تحدث المخرج المسرحي، سعيد سليمان، حول توظيف التراث الشعبي في المسرح المعاصر، وأن التعامل مع التراث هو حكمة وعلم وانتاج فن شعبي يعود لأسباب داخل الروح مثل وجود مشاعر مختلطة داخل المواطن سواء كان مهموم او مظلوم ، معتبرا أن التراث الشعبي به عناصر إيجابية عديدة ف التراث تكون ملهمة للفنان في المسرح الشعبي، وأن علاقة المسرح المعاصر بالتراث الشعبي وطيدة، خصوصا وجود نصوص عالمية من الممكن تطبيق التراث الشعبي عليها مثل نص " مكبث" لشكسبير الذي يرتبط بالروح .
وقال سليمان، إن الصوفية تراث اصيل شعبي وفي جوهرها صفاء الروح وأجمل مافيها الجانب الإنساني العظيم الذي يتفق مع الجانب الشعبي، مثل طقس الزار الذي يجمع بين التراث الشعبي والصوفية، وهناك منه مفردات عديدة تشترك في المعالجة الجسدية حتى تصل الى الروح، وأن الحضارة القديمة جميعها قائمة على التراث الصوفي بل تراث مصر القديم في توجهه الصوفي مازال لم يستغل بعد، مؤكدا على أن الصوفية كنز روحي لم يستغل على اكمل وجه .