الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة التعليمية

الثانوية العامة 2022.. أستاذ تربوي يقدم تقييما شاملا لماراثون الامتحانات

د.عاصم حجازي أستاذ
د.عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتهت امتحانات الثانوية العامة 2022، وبلغ عدد الطلاب هذا العام ٧٠٧ آلاف و٩٩٢ طالبًا بالشعبتين «العلمية» و«الأدبية»، داخل ٢٠٨٩ لجنة سير بكل قطاع على مستوى الجمهورية.

وحول تقييم امتحانات الثانوية العامة 2022، الدور الأول، قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد ومدير مركز القياس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، لـ"البوابة نيوز"، إنه فيما يتعلق بنظام الأسئلة وطريقة صياغتها، فقد صيغت الأسئلة من نمط الاختيار من متعدد وهو النمط الأكثر دقة وموضوعية في تقدير الدرجات وهذا أمر جيد لأن الدقة والموضوعية هي الطريق إلى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص خاصة في ظل نظام للتنسيق يعتمد إلى حد كبير على درجات الطلاب في الثانوية العامة وهو ما يعني أن نصف درجة قد تغير مسار الطالب وتحول بينه وبين تحقيق حلمه , فالاقتصار على الأسئلة الموضوعية في امتحانات الشهادة الثانوية كان قرارا موفقا وفي مصلحة الطالب حتى ولو لم يدرك الطالب وولي الأمر ذلك نتيجة للتوجيه الذي يتلقاه من السوشيال ميديا وأباطرة الدروس الخصوصية.
وأضاف: جاءت هذه الأسئلة لتقيس المستويات المعرفية العليا كالفهم والتطبيق والتحليل ومن ثم لم تكن المعلومات المتضمنة في الامتحان كما وردت نصا في الكتاب وإنما جاءت بمعانيها وتطبيقاتها وهو ما يدعم الاعتماد على الفهم وليس الحفظ نصا من الكتاب إذ إن فهم الطالب للمعلومة يتطلب إعادة صياغتها وفهم مرادفاتها ومعانيها المختلفة وليس الاقتصار على  نص المعلومة كما وردت بالكتاب .
ولكن مع ذلك ظهرت بعض الشكاوى من عدم دقة الصياغة في بعض الأسئلة وأن بعض الأسئلة كان يشوبها القصور ولذلك نؤكد على أهمية أن يتم إعداد بنوك أسئلة وفقا للمعايير العلمية وفيها يتم تطبيق الأسئلة مسبقا على الطلاب للتأكد من صلاحيتها وخصائصها من حيث السهولة والصعوبة والقدرة على التمييز بين المستويات المختلفة من الطلاب بالإضافة إلى التأكد من فهم الطلاب للسؤال والتأكد من صياغته بأسلوب صحيح وفهم الطلاب له فهما صحيحا , كما ينبغي أن يتم ذلك تحت إشراف أساتذة متخصصين في القياس والتقويم إلى جانب أساتذة متخصصون في المناهج وطرق التدريس وخبراء وزارة التربية والتعليم.
ثانيا: فيما يتعلق بالغش:
ظهرت بعض حالات الغش وهي بالتأكيد أقل إذا ما قورنت بالأعوام السابقة كما أن الإجراءات التي اتخذت هذا العام كانت أكثر سرعة وأكثر صرامة وحزما ولكن هنا لابد من الإشارة إلى بعض النقاط: النقطة الأولى، يجب أن ندرك جميعا أن القياس النفسي والتربوي ليس كالقياس الطبيعي كقياس الطول والوزن ففي حين أن قياس الطول والوزن مثلا أكثر دقة ونسبة الخطأ فيه تكاد لا تذكر فإن القياس النفسي والتربوي معروف عنه أنه أقل دقة لأنه قياس نسبي وليس قياسا مطلقا وعلينا أن نتقبل هذا الأمر لكونه من المسلمات العلمية المعلومة لدى علماء القياس والتقويم , ومن ثم فإننا نسعى لتقليل الخطأ إلى أقل حد ممكن .
 النقطة الثانية: أن الغش جريمة وهو في ذلك شأنه شأن بقية الجرائم مهما غلظت العقوبات ومهما اتخذ من إجراءات فإن المجرمين يحتالون دائما ودائما ما يجدون فرصا لتنفيذ جرائمهم , ولا يردعهم في ذلك قسوة العقاب لأنهم حين قيامهم بالغش يظنون أنهم سوف يفلتون من العقاب، لذلك فإن القضاء على سلوك الغش نهائيا أمر يحتاج إلى تضافر مجموعة كبيرة من الجهود ومن الخطأ أن تسأل عنه وزارة التربية والتعليم وحدها.

النقطة الثالثة: أننا دائما ننظر إلى نصف الكوب الفارغ ونركز تركيزا كبيرا على بعض السلبيات التي ربما وقعت ويسعى المسؤولون إلى تداركها في المرات القادمة إلا أننا نبادر إلى جلد المسؤول دون أن ننصفه بذكر الإيجابيات أولا ثم ذكر السلبيات بعد ذلك والذي يجب أن يكون مقترنا باقتراحات لتلافيها مسبقا وليس مجرد نقد من أجل النقد.
النقطة الرابعة: أن الأنبياء أنفسهم وقد جاؤوا برسالات سماوية لم يكن كل أتباعهم على نفس الدرجة من الصلاح والالتزام بتنفيذ تعليماتهم , ومسؤولينا ليسوا أنبياء , فلماذا إذا نتوقع أن الجميع سينفذون التعليمات بدقة دون أن توسوس للبعض نفسه بخرق هذه التعليمات.
 وقدم “حجازي”، روشت  للتغلب على السلبيات المتعلقة بهذه النقطة يجب أن تعمل جميع مؤسسات الدولة في إطار متناغم للقضاء على سلوك الغش , حيث تقوم المؤسسات الدينية بدورها في التوعية بخطورة وحرمة هذا السلوك , وتقوم وزارات الثقافة والشباب والرياضة بعقد ورش العمل وتنظيم الندوات والمؤتمرات والعروض والمسابقات التي تعمل على تنمية وعي الشعب بخطورة هذا السلوك وقبحه وتعمل على تنفير الجمهور من مرتكبيه واستهجانهم له, كما يجب أن يقوم البرلمان بسن القوانين المغلظة التي تعمل على ردع كل من يشترك في هذا السلوك وتشمل العقوبة الطالب نفسه وولي الأمر والمراقب داخل اللجنة ورئيس اللجنة ومراقب الدور وكل من له صلة بواقعة الغش على أن تكون العقوبات قاسية ورادعة, ويجب على وزارة التربية والتعليم أيضا أن تضمن المناهج دروسا وأنشطة عملية وفنية لمواجهة هذه الظاهرة لأن الممارسة تسهم في تكوين الاتجاهات بشكل كبير فممارسة الطلاب لأنشطة ضد الغش سوف تعمل على تكوين اتجاهات رافضة لهذا السلوك في المستقبل, وعلى وزارة التربية والتعليم أن تعمل على تعظيم الدور الرقابي أثناء الامتحانات ويمكن الاستعانة بالتقنية الحديثة للمراقبة المستمرة طوال فترة الامتحانات من خلال تفعيل كاميرات المراقبة داخل وخارج اللجان واستخدام باركود خاص بكل لجنة وهكذا.
- والنقطة الأكثر حسما في هذا الأمر تتمثل في العمل -  كما طالبنا مرارا - على إنشاء الهيئة القومية للقياس والتقويم وتكون مهمتها الإشراف على إنشاء بنوك أسئلة وفقا للأسس العلمية السليمة وتدريب الكوادر واعتماد هذه البنوك للتطبيق وتحديثها كل خمس سنوات , وفي هذه الحالة سوف تكون الاختبارات على هيئة صور متعددة مختلفة تماما في الأسئلة ولكنها متعادلة تماما من حيث السهولة والصعوبة والقدرة التمييزية  ولكن في هذه الحالة يجب أن تطبق اليكترونيا من خلال التابلت أو أجهزة الكمبيوتر وليس من خلال البابل شيت , ويمكن تطبيقها بدخول الطلاب لأداء الامتحانات من خلال توزيعهم على فترات حتى نتجنب مشكلات السيستم ولا خوف حينئذ من التسريب لوجود بنك كبير جدا من الأسئلة يتيح عدم تكرار الأسئلة في المجموعات المختلفة.
ثالثا: فيما يتعلق بطريقة التصحيح وجدوى تقديم التظلمات من النتيجة:
طبقت الامتحانات بنظام البابل شيت وهو نظام يقوم على تصحيح أوراق الإجابة آليا وليس اليكترونيا وهناك فرق كبير بين النظامين فالتصحيح الاليكتروني يكون حينما يقوم الطالب بأداء الامتحان من خلال وسيلة اليكترونية كالتابلت أو جهاز الكمبيوتر مثلا وفي هذه الحالة يتم إعداد الاختبار وإعداد الدرجات المقررة لكل إجابة وتضمينها ضمن إعدادات الاختبار بحيث يتم احتساب الدرجة اليكترونيا فور قيام الطالب بالضغط على زر إرسال الإجابة   وفي هذه الحالة لا جدوى من تقديم التظلم لأن الدرجة تحسب تلقائيا ولا يوجد عوامل تؤثر على الدرجة واحتسابها بدقة كالكشط والشطب وخلافه.
وتابع “حجازي”، التصحيح الآلي وهو المتبع في نظام البابل شيت فيتم عبر إدخال نموذج الإجابة إلى جهاز سكانر معد لهذا الغرض ويحتفظ برنامج التصحيح المثبت على الكمبيوتر بنسخة من هذا النموذج ثم يتم وضع أوراق الإجابة على الجهاز ليقوم بسحبها واحدة تلو الأخرى ومقارنتها بالنموذج المحفوظ في البرنامج وتقديرها كل عبارة بنقطة.

واختتم: وفي هذه الحالة يجب أن تتطابق كل عبارة في ورقة الإجابة مع نظيرتها في النموذج المحفوظ تماما فلو قام الطالب بتظليل دائرتين مثلا فسوف يقوم الجهاز باحتساب العبارة خاطئة حتى ولو قام الطالب بوضع علامة خطأ فوق العبارة التي قام باختيارها خطأ , وكذلك لو استخدم الطالب مزيل الحبر فسوف يحتسب الجهاز هذه الإجابة خاطئة، وعليه فإن المتبع في نظام التصحيح الآلي أن يقوم الكنترول أولا بفرز أوراق الإجابة واستبعاد أوراق الإجابة التي تم تظليل أكثر من دائرة فيها في بعض الأسئلة والوراق التي استخدم فيها الطالب مزيل الحبر أو كشط أو تأثير على فاعلية التصحيح الآلي من أي نوع وهذه الأوراق يجب أن تصحح يدويا وفق مفتاح التصحيح والوراق السليمة تصحح آليا وعليه فإن من حق الطالب أن يتقدم في نظام البابل شيت بتظلم للتحقق من اتباع الكنترول لهذه الإجراءات عند تصحيح الورقة.