أظهر استطلاع جديد للرأي أن نصف الأمريكيين يتوقعون أن تشهد بلادهم حربا أهلية ثانية، بعد تلك الحرب التي وقعت في القرن التاسع عشر، وانتهت بطي صفحة الرقيق.
وكشف الاستطلاع، الذي أجره باحثون في ولاية كاليفورنيا (دافيس)، عن مستويات مقلقة من انعدام الثقة و"عدم الانتماء" إلى مؤسسات البلاد، وميل متزايد لاستخدام العنف بين الأمريكيين.
وقال المشاركون في الاستطلاع، وبلغ عددهم أكثر من 6800 بالغ، إنهم يتوقعون اندلاع الحرب الأهلية خلال سنوات فقط، وفقا لما أورده موقع “سكاي نيوز عربية”.
وذكر أكثر من ثلثي المستطلعين أنهم يلاحظون "تهديدا خطيرا للديمقراطية" في الولايات المتحدة، فيما قال 40 في المئة من الأميركيين إن وجود قائد قوي أكثر أهمية للبلاد من الديمقراطية.
وكان لافتا في الاستطلاع، ظهور ميل متزايد لدى الأميركيين لحل الخلافات السياسية بالعنف، إذ قال نحو خمس المشاركين إنهم قد يلجؤون إلى التسلح وامتلاك البنادق، في حال حدوث توتر سياسي كبير في البلاد خلال السنوات المقبلة.
وليس هذا فحسب، بل إن 4 في المئة منهم قالوا إنهم يمكن أن يطلقوا النار على شخص ما.
وحذر غارين وينتموت، أستاذ الصحة العامة في الجامعة، من تنامي معدلات اقتناء السلاح في البلاد.
وقال وينتموت، الذي قاد الدراسة، إن النتائج كانت "قاتمة جدا"، و"فاقت أسوأ توقعاتنا".
ومع ذلك، لا تزال هناك فسحة للأمل بحسب الأكاديمي الأميركي، إذ إن غالبية المشاركين في الاستطلاع رفضت اللجوء إلى العنف السياسي تماما.
واعتبر أن الدراسة بمنزلة "تنبيه" للشعب الأميركي لكي يتعرف على التهديد ويستجيب له.
ويأتي هذا الاستطلاع في وقت يعيش المجتمع الأميركي حالة من الانقسام السياسي العميق، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحادثة اقتحام الكونغرس، وعنف الشرطة الأميركية الذي ولّد حراك "حياة السود مهمة".
وقتل 600 ألف أميركي خلال الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1861- 1865، عندما انفصلت ولايات الجنوب عن الاتحاد، وأصرت على استمرار الرق قانونيا، وانتهت الحرب باستسلام الولايات الجنوبية التي كانت منضوية تحت اسم "الولايات الكونفدرالية".