دخلت الصومال منعطفا خطيرا، في أزمة الجفاف التي تواجه البلد الواقع في القرن الأفريقي للموسم الرابع على التوالي بسبب ندرة الأمطار، حيث أعلن برنامج الغذاء العالمي أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة في كينيا وإثيوبيا والصومال سيصل إلى 20 مليونًا بنهاية هذا العام.
وأوضح أن نصف سكان الصومال معرضون لخطر المجاعة، حيث غادر مئات الآلاف من الأشخاص قراهم ومنازلهم في المناطق الريفية في الصومال وهم متوجهون إلى مخيمات اللاجئين، وشهدت المناطق المختلفة مشاهد مأساوية حيث بدت الحقول خالية، والمحاصيل لم تُحصد، وشوهدت الحيوانات النافقة في الشوارع.
وأضاف برنامج الغذاء العالمي، أن هناك الآلاف من الأطفال دون والديهم في الملاجئ، حيث خرج الآباء إلى المدينة بحثًا عن الطعام، فيما ذهبت الأمهات إلى المستشفيات بسبب النقص الحاد في الغذاء، تولى الأخوة والأخوات الأكبر سنًا دور رعاية الصغار، وفقا لما أورده موقع "بي بي سي".
ويتم تسجيل أن الناس يموتون جوعا، وأفادت الأنباء أن 26 طفلًا على الأقل لقوا حتفهم في مركز في بيدوا بين مايو ويونيو.
وقالت فردوسا إن البالغة من العمر 13 عاما، وهي من سكان الملجأ المؤقت في بيدوة لـ"بي بي سي" إن "بعض أصدقائي الذين اعتدنا اللعب معهم ما زالوا على قيد الحياة، وبعضهم لقوا حتفهم وفر آخرون إلى العاصمة مقديشو للعمل كخدم".
وأفادت منظمة Save the Childrenالخيرية أنها شهدت زيادة في الضائقة النفسية بين الأطفال والقائمين على رعايتهم، ويقول محمود حسن، مدير المنظمة الصومالية: "حوالي 72 بالمائة من الأطفال الذين قمنا بتقييمهم يحتاجون إلى دعم نفسي، وأبلغنا الآباء أننا نشهد سلوكًا عدوانيًا وغير ضروري لدى الأطفال".
في السياق نفسه، أكدت السفيرة البريطانية لدى الصومال كيت فوستر، عزم حكومة بلادها على دعم الصومال في مواجهة الجفاف الذي ضرب بعض أقاليم البلاد، مشيرة إلى عزم الحكومة البريطانية على تدريب موظفي البرلمان.
وذكرت وكالة الأنباء الصومالية، أن ذلك جاء خلال لقاء رئيس مجلس الشعب الفيدرالي بالصومال شيخ آدم محمد نورمدوبي، أمس الثلاثاء، مع السفيرة البريطانية.
وبدوره، أشاد رئيس مجلس الشعب الصومالي بجهود الحكومة البريطانية لدعم البرلمان الفيدرالي والذي ساهم في رفع كفاءة الموظفين، مشيرا إلى أنه يمنح الأولوية لمعالجة موجة الجفاف المُتكررة.