شباب فى مقتبل العمر كانت لديهم أحلام وطموحات لمستقبل أفضل ولم يعلموا ما يخبئ لهم القدر فى هذه الرحلة المنكوبة التى سرقت فرحتهم و ازهقت ارواحهم وكأنهم كانوا يعلمون بقرب وفاتهم فنجد الكثير منهم كتب على حسابه الشخصى تدوينات توحي بقرب نهايتهم.
ومن بين ضحايا حادث المنيا اليوم الشاب الثلاثيني أشرف عبدالكريم وابن شقيقته الشاب محمد علي من مركز أبنوب بمحافظة أسيوط، واللذان كانا على متن الأتوبيس المتجه إلى القاهرة ولقيا حتفهما إثر اصطدامه بإحدى سيارات النقل التي كانت متوقفة على جانب الطريق ليفارقا الحياة في الحال.
وكان آخر ما كتبه "أشرف" عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك» قبل ساعات قليلة من وفاته: «هيفضل أحسن دعاء في الأيام دي إن ربنا يكفينا شر المستخبي ويكفينا شر انقلاب الحال، ويكفينا شر سلب نعمة الأهل والصحة والعمر بعد العطاء، ويكفينا شر الابتلاءات وشر الأقدار اللي عمرنا ما عملنالها حساب وشر المصايب اللي منقدرش نستوعبها وشر الصدمات ويكفينا أي شر جاي يا رب».
ويبلغ محمد علي يبلغ من العمر 23 عامًا، ويدرس في كلية الحقوق جامعة أسيوط، وكان بصحبة خاله أشرف عبدالكريم على متن الأتوبيس نفسه، متزوج، ولديه من الأبناء اثنين هم يوسف وعلي وآخر ما شاركه «محمد» عبر صفحته على «فيسبوك» مع أصدقائه، صورة شخصية له علق عليها: «لأنّ الله يدري، هذا يكفي»، كما كانت آخر صورة شخصية شاركها عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام» علق عليها: «سلمت أمري للذي لا يغفل، ولا ينام، ولا يكسر بخاطري»، أما آخر كلماته التي كتبها في يناير الماضي كانت: «أتمنى يُقال عند موتي كان خفيف على قلوبنا، كان لا يؤذي أحدًا».
وشيع الآلاف من أهالي محافظة أسيوط جثامين ضحايا حادث المنيا الذي وقع اثر تصادم أتوبيس نقل عام بسيارة نقل ثقيل بمقطورة بالقرب من قرية البرشا في مركز ملوى، ونتج عن ذلك مصرع 22 شخصا بعد وصول جثامين شهداء هذا الحادث بعد عصر اليوم إلى مراكزهم وقراهم.
فمن مسجد الأوقاف بمدينة أبنوب شيع الاهالي جثامين اشرف عبد الكريم احمد فراج ونجل شقيقته الشاب محمد علي كما شهد مسجد الهلالي بمدينة أسيوط صلاة الجنازة علي الدكتور مصطفي حمدي غزالي مدرس مساعد بجامعة أسيوط ، وزوجته فاطمة حسن احمد حسين ونجلهما الطفل مالك .
وخرج منذ قليل 16 مصابا من مستشفى ملوي العام، بعد تلقيهم الخدمات الطبية واللازمة، إثر إصابتهم في حادث التصادم الذي وقع صباح اليوم الثلاثاء، بين أتوبيس وسيارة نقل، بالطريق الصحراوي الشرقي، بالقرب من محافظة المنيا.
وقد دفعت هيئة الإسعاف بالمنيا بـ 28 سيارة إسعاف مجهزة، لموقع حادث التصادم، وقامت بنقل المصابين إلى مستشفى ملوي العام.
وقد اسفر الحادث عن وفاة 23 مواطناً وإصابة 30 آخرين، وتم رفع حالة الاستعداد في مستشفيات محافظة المنيا، والمحافظات المجاورة، وتوافر جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.
وتراوحت الإصابات ما بين كسور في العظام واشتباه كسور في العمود الفقري، وارتجاج، ونزيف، وجروح قطعية، وكدمات وسحجات، مؤكدا أن المصابين يتلقون العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
وتوافد عدد كبير من أهالي ضحايا ومصابي حادث تصادم أتوبيس صحراوى المنيا، والذي اصطدم من الخلف بسيارة نقل مقطورة بالطريق الصحراوي الشرقي أمام الكيلو٩٣ بمركز ملوي، وأسفر عن الحادث مصرع وإصابة 55 شخصا، على مستشفى ملوي التخصصي جنوب المحافظة لإنهاء إجراءات استلام جثث ذويهم والاطمئنان على المصابين.