العيد هنا فى الريف له طابع خاص، كل شيء يدعو للبساطة بداية من الصلاة فى مسجد صغير ذى سماعات متهالكة، مرورا بالبالونات الصغيرة المعلقة على الأبواب، حتى ملابس الناس أنفسهم ليس بها ما يدعو للتفاخر، وليس هناك ملاهى بل يكتفون بأرجوحة صغيرة، مصنوعة من الأشجار فى آخر الشارع، يتلف حولها الأطفال ليأخذ كل واحد منهم دوره والجميع بين مبتهج ومهلل.
المشهد يبدو هكذا، "مرجيحة" صنعت من سيقان الأشجار، ربطت ببعضها، ومعلق بها لوحًا من الأخشاب، مربوط بحبال قوية، يقف عليها طفلان، وجههما متقابل، وكل واحد منهم يتمايل من ناحيته، حتى ترتفع الأرجوحة إلى أعلى، وعلى الجانب مجموعة من الأطفال يلتفون حولها، كل منهم ينتظر دوره بثمن بخس، جنيهات معدودة.
اللقطات السابقة هى عادة أساسية فى الأعياد الريفية، ينتظرها الأطفال ما بين الحين والآخر، ورغم المخاطر الكبيرة التى من الممكن أن تسببها إلا أن الأطفال يقبلون على التمتع بها طوال أيام العيد، وذلك عوضا عن عدم وجود ملاهى يلجأون إليها فى القرى.
وتمثل هذه المراجيح الخشبية المصنوعة من الأشجار، مصدرا لبث البهجة والسعادة فى قلوب العديد من الأطفال، لذا يحرص العديد من الأهالى على صناعة مراجيح خاصة بأبنائهم فى المنزل، لعدم حدوث تزاحم وتشاحن بين الأطفال فى أيام العيد.
كانت "المراجيح" تعرف قديما باسم "الزقازيق والزينة"، لكن ظل تاريخها ليس واضحا للجميع، ولم يعلم أحد كيف ظهرت "المراجيح للمرة الأولى، لكن تقول بعض الدراسات إن أصل المراجيح يرجع إلى العصر الفرعونى، وما يوضح ذلك الرسومات الواضحة على جدران المعابد الفرعونية، والتى تشير إلى أن أصل الأرجوحة تعود إليهم، حيث كانت المرأة المصرية تقبل طوال الوقت على مساعدة زوجها ومساندته فى أعمال الزراعة والحقول، فكانت تضع رضيعها فى قطعة قماش وتربط كل طرف بساق الشجرة، فتصبح أرجوحة تقوم بهزها إذا بكى الطفل.
وتطورت الفكرة إلى استبدال سيقان الشجر، بسيقان خشبية قوية، ومنها تطورت الفكرة حتى وصلت إلى شكلها الحالى فى العصر الحديث..
البوابة لايت
«المراجيح البلدى».. إمكانيات بسيطة فى الريف تحاكى تراثًا فرعونيًا قديمًا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق