قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: "إن تعميق التعاون بين دولنا يأتي لخدمة المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع".
وأشار إلى أن التحديات الكبرى التي يتعرض لها العالم مؤخرا بسبب جائحة كورونا والأوضاع الجيوسياسية تستدعي المزيد من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي.
وتابع الأمير محمد قائلا: "إن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حاليا وعلى رأسها التغير المناخي وعزم المجتمع الدولي على إبقاء درجات حرارة الأرض وفقا للمستويات التي حددتها اتفاقية باريس تقتضي التعامل معها بواقعية ومسئولية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني نهج متوازن ومتدرج ومسئول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة والذي يأخذ في الاعتبار الظروف والأولويات لكل دولة.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن "تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر طاقة رئيسية دون مراعاة الأثر الناتج عن هذه السياسات في الركائز الاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة وسلاسل الإمداد العالمية سيؤدي في السنوات القادمة للتضخم غير معهود وارتفاع في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة بما في ذلك تزايد الفقر والمجاعات وتصاعد الجرائم والتطرف والإرهاب".
وأكد الأمير محمد بن سلمان، أن النمو الاقتصادي العالمي يرتبط ارتباطا وثيقا بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثها من خلال التقنيات النظيفة مما يعزز امكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري في عام 2050 أو ما قبلها مع المحافظة على إمدادات الطاقة، ولذلك تبنت المملكة نهج متوازن للحياد الصفري لانبعاثات الكربون باتباع نهج اقتصادي الدائر الكربون بما يتوافر مع خطتها التنموية وتمكين تنوعها الاقتصادي دون التأثير في النمو وسلاسل الإمداد مع تطور التقنيات بمشاركة عالمية لمعالجة الانبعاثات من خلال مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لدعم تلك الجهود محليا وإقليميا.
وأضاف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: "كما نؤكد على أهمية مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية والتقنيات النظيفة وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالميا مع أهمية طمأنة المستثمرين من السياسات التي يتم تبنيها لا تشكل تهديدا لاستثماراتهم لتلافي امتناعهم عن الاستثمار وضمان عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة التي من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد العالمي".
وقال: "ستقوم المملكة بدورها في هذا المجال حيث أنها أعلنت عن زيادة مستوي طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا وبعد ذلك لن يكون لدي المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج.. وإن مستقبل الطاقة الذي ننشده يتطلب تبني رؤية واضحة وأولويات لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار وترتكز على الاحترام المتبادل بين الدول المنطقة وتوثق أواصر الثقافية والاجتماعية المشتركة مجابهة التحديات الأمنية والسياسية نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة".
ودعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إيران باعتبارها دولة جارة يربطنا مع شعبها روابط دينية وثقافية إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزء من هذه الرؤية من خلال الالتزام بالشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن.
وقال ولي العهد السعودي: "إن رؤية المملكة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة قد دعمت جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يمني يمني وفقا للمرجعيات الثلاث، كما بذلت المملكة مساعيها لتثبيت الهدنة الحالية، وسوف تستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق".
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن ازدهار المنطقة ورخائها يتطلب الإسراع في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وفقا للمبادرات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن سعادته بما يشهده العراق مؤخرا من تحسن في أمنه واستقراره بما ينعكس على شعبه بالرخاء والازدهار والتفاعل الإيجابي مع محيطها العربي والإقليمي، مشيدا في الوقت ذاته بتوقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين المملكة السعودية والعراق وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي بما يسهم في توفير حاجة العراق من الكهرباء.
ونوه محمد بن سلمان، كذلك عن مشاريع الربط الكهربائي الجاري تنفيذها بين المملكة العربية السعودية ومصر والأردن.
وأشار إلى أن اكتمال منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب ايجاد الحلول السياسية الواقعية للأزمات الأخرى لاسيما في سوريا وليبيا بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما الشقيقين.
وأعرب عن تفاؤله بأن تؤدي هذه القمة إلى وضع الإطار الشامل لمرحلة جديدة نبعث فيها الأمل لشباب وشبات المنطقة لمستقبل مشرق تمكنهم فيه من تحقيق آمالهم ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها.. متمنيا من العالم احترامها كما يتم احترام القيم الآخرى بما يعزز شراكتنا ويخدم المنطقة والعالم.