الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بوتين يرد على بايدن بزيارة طهران

بوتين وبايدن
بوتين وبايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تأتي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران بمثابة محاولة لتقليل الضرر الذي تسببت به روسيا من خلال أخذ حصة طهران من النفط في السوق العالمية.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الباحث عن حلفاء يخطط للقاء قادة كل من تركيا وإيران، في تحرك دبلوماسي ثان منذ حربه على أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين في أول رحلة له خارج موسكو بعد زيارة لعدد من قادة دول وسط آسيا أكد على أن الحرب تسير في مسارها الطبيعي وستكون رحلته الثانية التي أعلن عنها الكرملين يوم الثلاثاء المقبل أبعد وذات تضاريس دبلوماسية صعبة: لقاء قادة إيران وتركيا، البلدين اللذين اصطفا أحيانا مع روسيا واختلفا معها ومع بعضهما البعض أيضا. ولو تحققت الزيارة كما هو مخطط لها في الأسبوع المقبل، فستكون فرصة لزيادة الدعم العسكري والاقتصادي لمواجهة الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا وعقوباته على روسيا.

ورغم الموارد المالية التي حصلت عليها روسيا بسبب زيادة أسعار النفط والإنجازات العسكرية الأخيرة في أوكرانيا إلا أن العقوبات أثرت على اقتصاد روسيا وقيدت من قدرتها للحصول على التكنولوجيا لاستخدامها العسكري.

وبحسب البيت الأبيض فإن روسيا تريد الحصول على مئات من الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع بما في ذلك الطائرات القادرة على حمل صواريخ. ويقول المحللون إن إيران تستطيع منح روسيا طريقا للتجارة والخبرات في التحايل على العقوبات وتصدير النفط.

وسيطر الجيش الروسي على معظم منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، لكن بثمن باهظ ودمار شامل وعدد كبير من الضحايا بين الطرفين. وأوقفت القوات الروسية تقدمها في الفترة الحالية من أجل تجميع صفوفها لكنها استمرت بدك الأهداف الأوكرانية بالصواريخ والقذائف المدفعية والمقذوفات الصاروخية. وفي الأسبوع المقبل سيلتقي بوتين بشكل مشترك ومنفصل مع الرئيسين إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن الزعماء الثلاثة سيناقشون السلام في سوريا، وهو النزاع الطويل الذي دعمت فيه روسيا وإيران نظام بشار الأسد ودعمت تركيا المعارضين له.

وتقول الصحيفة إن سوريا هي النقطة العالقة بين تركيا وإيران، اللتين يمكنهما دعم بوتين في التحايل على الإجراءات الغربية أو زرع إسفين بين الدول التي اتحدت لدعم أوكرانيا. وتأتي زيارة بوتين لطهران كمحاولة لمواجهة التحرك الدبلوماسي للرئيس الأمريكي جو بايدن الذي بدأ زيارة إلى الشرق الأوسط والاجتماع مع قادة السعودية ودول الخليج.

وظل أردوغان على مدى السنوات حليفا مشاكسا للناتو، عمل أحيانا بالترادف مع أعضائه، ولكنه كان دائما يتابع مصالحه حتى لو خرقت الإجماع الغربي، وتقارب في السنوات الأخيرة مع بوتين وعارض لفترة قصيرة انضمام كل من السويد وفنلندا للناتو، بسبب دعمهما لحزب العمال الكردستاني والجماعات الإرهابية في الدول الجارة لتركيا.

وتحولت تركيا التي تشترك بالبحر الأسود مع أوكرانيا وروسيا لأهم وأنشط وسيط بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ونظمت تركيا في بداية الحرب اجتماعات سلام بين الطرفين، ومنذ توقفها عادت تركيا للتوسط مع روسيا لكي تسمح بعبور البواخر المحملة بالحبوب الأوكرانية ووصولها إلى السوق العالمي، كي تخفف من أزمة الغذاء حول العالم.

طبيعة العلاقات الروسية الإيرانية

واتسمت العلاقات الروسية الإيرانية بالدفء بناء على المواقف المشتركة ضد الغرب، إلا أن موسكو حاولت بناء علاقات مع أعداء إيران في المنطقة مثل إسرائيل وأقامت علاقات مع بعض دول الخليج.
إلا أن الميزان انحرف هذا العام، حيث أدت العقوبات الغربية ضد روسيا والتوتر المتعلق بحرب النفط، لتحول العلاقات مع طهران إلى أولوية لموسكو، وتقاربت العاصمتان أكثر.

والتقى بوتين مع الرئيس الإيراني على هامش قمة إقليمية في تركمنستان الشهر الماضي وتحدث إليه بالهاتف في بداية يونيو. وأخبر بوتين رئيسي في لقاء تركمنستان “علاقاتنا في الحقيقة عميقة وذات طابع استراتيجي” مشيرا لزيادة التجارة بين البلدين إلى نسبة ٨١٪ العام الماضي. ومن المتوقع أن تنضم إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون في اجتماعها المقبل في سبتمبر بأوزبكستان.

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الشهر الماضي قبول عضوية إيران بأنها خطوة لتقوية المنظمة التي “تعتبر واحدا من المراكز الرئيسية في النظام العالمي المتعدد القطبية" مما يعمل على تخفيف الهيمنة الأمريكية. إلا أن العلاقات قابلة للتوتر بسبب اعتماد البلدين على النفط. وطالما عملت إيران وفنزويلا، الحليفتان المهمتان لروسيا في ظل عقوبات اقتصادية غربية قاسية، بشكل جعلهما تعتمدان على بيع النفط لدول آسيا، وتحديدا الصين. ودفعت العقوبات روسيا إلى نفس السوق الآسيوية.

ويقول المحللون إن المنافسة الروسية أجبرت فنزويلا وإيران على بيع نفطهما الخام بتنزيلات حتى تحافظا على المشترين. وربما رأى الكرملين في محادثات طهران فرصة لتجاوز الخلافات، إن أراد تجنب العقوبات التي أجبرت إيران على التعامل معها طوال السنين الماضية.