صوت المحفل العام للكنيسة الإنجيلية المشيخية في الولايات المتحدة الأمريكية “PC USA”، بان إسرائيل “دولة فصل عنصري” وخصصت “يوم ذكرى النكبة”، وجاءت هذه القرارات في الجمعية العامة رقم 225 للكنيسة والتي تم انعقادها الأيام الماضية.
وقالت لجنة المشاركة الدولية التابعة للكنيسة إن “قوانين وسياسات وممارسات إسرائيل فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني تفي بالتعريف القانوني الدولي للفصل العنصري”، قررت اللجنة أن هناك مجموعتين من القوانين، واحدة لليهود الإسرائيليين والأخرى للفلسطينيين، وهي قوانين قمعية للأخيرة، فالمستوطنات الإسرائيلية، على سبيل المثال، مسموح لها بسرقة الأرض والمياه ، بينما يُحرم الفلسطينيون من حرية الإقامة والتنقل.
وأضافت الكنيسة بأن الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة لديهم “مكانة أدنى” وغير قادرين على المشاركة في “الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية” لبلدهم.
وكشف المحفل العام للكنيسة المشيخية بأن هذه المبادرة تتم على أمل أن تؤدي إلى مصالحة سلمية لشعب إسرائيل وفلسطين على غرار تلك التي حدثت في جنوب إفريقيا عندما تم الاعتراف بالفصل العنصري دوليًا، وعلينا ككنيسة مشيخية بأن نؤمن بأن الرسالة النبوية للكنيسة هي التحدث بكلمة الله بشجاعة وصدق ومحبة في السياق المحلي وفي وسط الحياة اليومية ؛ على غرار يسوع ، الكنيسة مدعوة للوقوف إلى جانب المظلومين للمساعدة في تحقيق العدل والسلام والمصالحة ، وأن نرفع أصواتنا مرة أخرى وندين التمييز الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين وأن يطلقوا اسمًا على الجريمة ضد الإنسانية التي يمثلها هذا التمييز ، وهي جريمة تمييز عنصري”.
كما دعا المحفل العام للكنيسة المشيخية إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وأكدت “حق جميع الناس في العيش والعبادة بسلام” في القدس
وفى إطار متابعة البوابة لاعلان الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالولايات المتحدة دولة إسرائيل دولة فصل عنصرى تواصلنا مع القس عيد شفيق، عضو اللجنة التنفيذية برابطة الإنجيليين المشيخيين بالولايات المتحدة الامريكية، حيث صرح بأن الكنيسة المشيخية صوتت لاعلان إسرائيل دولة فصل عنصرى وأن هذه الخطوه تأتى فى سياق مواقف الكنيسة لإدانة الفصل العنصرى التى تقوم به إسرائيل ضد المواطنين الفلسطينيين.
وأكد "شفيق" في تصريح خاص لــ" البوابة نيوز" أن الكنيسة المشيخية ترغب فى أن يعيش الشعب الإسرائيلي والفلسطينى فى سلام دون قوانين فصل عنصرى وتدعو دائما لحل القضية الفلسطينية على أساس العدلز
وأشار "شفيق"، إلى أن الكنيسة المشيخية ليست الوحيده التى أدانت إسرائيل بل هناك كنائس أخرى قامت بهذا الدور ، كما أن هناك وزراء داخل الحكومه الإسرائيلية أكدوا أن هناك قوانين فصل عنصرى ضد الفلسطنيين.
كما كشف "شفيق" بأن هناك رد فعل من جانب المنظمات اليهودية ردا على بيان الكنيسة المشيخية الأخير كما أشارت صحيفه جيروزليم بوست تتهم الكنيسة المشيخيه بتغذية العنف ضد اليهود.
وأشار"شفيق" إلى أن رد الفعل هذا ليس له أساس من الصحة حيث إن الكنيسة المشيخية تدين العنف وتدعو للسلام ،وأكد أن الكنيسة كان لها دور فعال في إدانة الفصل العنصرى تجاه السود فى الولايات المتحدة وكذلك فى جنوب أفريقيا وأشار"شفيق" إلى أنه بسبب الصمت ضد التفرقة العنصرية والتمييز ضد اليهود فى أوربا حدثت مجزرة الهولوكوست.
واختتم القس عيد شفيق، عضو اللجنة التنفيذية برابطة الإنجيليين المشيخيين بالولايات المتحدة الأمريكية، حديثة بالدعوة لإعلاء قيمة الإنسان بغض النظر عن الدين أو العرق ورفع الظلم والقهرعن الشعوب المقهورة.
وفي نفس السياق قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس ، بأن هذا التقرير هو انتصار للحق الفلسطيني، وما تعيشه الديانات السماوية في القدس لا يوجد بينهما خلافات ولكن يوجد من يحاول أن يصنع الخلاف ويغذيه وكلنا نعلمه وهي الحركة الصهيونية.
وأضاف الرقب في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" بأنه يوجد في القدس وحدة حقيقية دينية بين جميع الأطياف ويتم التعامل معهم كأخوة.
وتابع " الرقب" : قرار الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة يدعم الحقوق الفلسطينية ، وأشار بالفعل للتفرقة العنصرية التي تمارسها إسرائيل علي الفلسطينيين.
كما أصدر عدد من المؤسسات والمنظمات الفلسطينية التي رحبت بقرار الكنيسة الإنجيلية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأبرزها مثلا ً مجلس العلاقات الدولية – فلسطين الذي رحب بتصويت الكنيسة المشيخية الأمريكية، لصالح إعلان الاحتلال الإسرائيلي دولة فصل عنصري. وقال المجلس في بيان صدر عنه، إن تصويت الكنيسة هو شاهد آخر يُضاف لشواهد كثيرة ظهرت خلال الفترة الأخيرة تتهم دولة الاحتلال بارتكاب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. وأشار المجلس إلى إن قرار الكنيسة يأتي في ظل ما يتعرض له الوجود المسيحي، وأماكن العبادة من كنائس وممتلكاتها لاعتداءات إسرائيلية صارخة، في الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس المحتلة. وأكد المجلس أن القرارات المتتالية التي تتهم “إسرائيل” بارتكاب جريمة الفصل العنصري تدحض ادعاءات الاحتلال الرامية إلى تحسين صورته أمام العالم ووصفها على أنها “واحة الديمقراطية” في الشرق الأوسط.
ودعا المجلس المجتمع الدولي لاتخاذ قرار جريء بإعلان دولة الاحتلال كيان عنصري يرتكب جريمة الأبارتهايد ومعاملته مثلما عومل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بالمقاطعة وفرض العقوبات إلى حين إنهاء الاحتلال بشكل دائم.
كما رحبت دائرة مناهضة الفصل العنصري في منظمة التحرير الفلسطينية، بقرار لجنة الشراكة الدولية في الكنيسة المشيخية الأمريكية إعلان إسرائيل “دولة فصل عنصري”، واعتبرت قرار الكنيسة هو قرارا تاريخيا وإنجازا كبيرا وانتصارا للحقوق الفلسطينية.
ويعتبر القرار: إنّ “قوانين وسياسات وممارسات إسرائيل فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني تتطابق مع التعريف القانوني الدولي للفصل العنصري، ويشمل القرار توجيه الهيئات القيادية الكنسيّة إلى تحديد “يوم ذكرى النكبة الفلسطينية” كجزء من تقويم الكنيسة المشيخية وإحيائه سنويًا في 15 مايو لتذكر مأساة طرد بموجبها 750 ألف فلسطيني من أجل إقامة دولة إسرائيل في عام 1948.”
وأضافت الدائرة بان هذا القرار هو خطوة باتجاه تعرية دولة الفصل العنصري الإسرئيلي، وينسجم مع مواقف المؤسسات الدولية وخاصة تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي) وهيومن رايتس ووتش والذي أقر بأن دولة الاحتلال هي دولة فصل عنصري و احتلال استعماري.
كما ينسجم هذا القرار مع مقرّرات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان و فيها “إنّ إسرائيل فرضت “واقع الفصل العنصري” على الفلسطينيين”.
وأكدت المنظمة أن قرار الكنيسة يمهد الطريق لمحاصرة دولة الفصل العنصري وعزلها، مطالبة دول العالم بأن تخرج عن صمتها الذي يشجع دولة الاحتلال على التغوّل في جرائمها ضد الشعب الفسطيني، وأن تتخذ مواقف جدية بالاعتراف بدولة فلسطين وإدانة الابارتهايد الاسرائيلي، ودعت المنظمة كنائس العالم إلى المضي على طريق الكنيسة المشيخية، كما طالبت القوى الحيّة في العالم بمحاسبة دولة الفصل العنصري الإسرائيلي والتي القانون الدولي وتضرب بعرض الحائط القرارات الأممية .
وأكدت دائرة مناهضة الفصل العنصري في منظمة التحرير في بيانها ،أن هذه مجرد بداية ونأمل أن تتبعها مؤسسات وكنائس أخرى حول العالم، ولكن هذا يتطلب من الجميع المساهمة في مناهضة الابارتهايد الاسرائيلي والتركيز على التصدي للاحتلال كأولوية للشعب الفلسطيني. كما حيّت الدائرة جهود النشطاء في حركة BDS في العالم. وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا وتضم الكنيسة المشيخية الأمريكية أكثر من 1.7 مليون شخص.