كل عام انتم بخير أعزائنا القراء.. يحتفل المسلمون حول العالم هذه الأيام بعيد الأضحى المبارك وسط أجواء كرنفالية مبهجة لعل في مقدمتها ذبح الأضاحي للقادرين، تلك الشعيرة التي تتضمن معان إنسانية راقية في نشر الألفة والتراحم والمودة بين الناس أغنياء وفقراء.
ومع الانتشار المذهل لوسائل التواصل الاجتماعي وهوس "السوشيال ميديا" وجنون "السيشن" و"السيلفي" فقد اكتظت صفحات رواد هذه المواقع بصور "تذكارية" لهم مع الخرفان والعجول، أعزكم الله، حيث حرصوا على التقاط "سيلفي الخروف" أو "العجل"، لدرجة تجعل من الصعب التفريق بين من هو الخروف ومن هو صاحبه، وذلك من باب الوداع قبل الإجهاز عليه بالذبح والتقطيع والالتهام، لدرجة اني وبكل صراحة كنت بافكر السنة دي ادفع "عشين جنيه" لأي جزار عشان اخد صورة سيلفي جنب عجل أو خروف أو حتى "معزة" لكنني تخليت عن هذه الرغبة العجيبة في اللحظات الأخيرة.
حيث نشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لهم مع أضحياتهم قبل ذبحها رغبة منهم في تسجيل هذه اللحظة التاريخية ومن باب توثيق الذكريات لأبنائهم ثم أحفادهم حتى يعلموا التاريخ المجيد الذي كانوا قادرين خلاله على اقتناء خروف العيد الذي ربما يتحول إلى ذكرى بعد عدة أعوام إذا استمر ارتفاع الأسعار بهذه النسبة.
عموما بألف هنا وشفا لجميع المضحين والمضحيات وبنقول لهم: بصوت ملهوف وبأجمل حروف ربنا ما يحرمكم من "سيلفي الخروف".. وفي النهاية كلمة واحدة بس بنقولها لهؤلاء المتصورين: ماءءءء.. وسامحونا ماكانش قصدنا "نألش" عليكم بس نعمل إيه "الآفية تحكم" و"خروف في الوش مالهوش معلش".