قال عبد الفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، إن المدينة تعمل حاليًا علي التوسع في مركز ترميم التراث السمعي البصري بالمدينة، وتحويله إلي مركز وبيت خبرة إقليمي وعربي، يهدف إلي الحفاظ علي التراث السمعي البصري للمنطقة ككل من خلال التعاون مع مختلف دول العالم.
جاء ذلك خلال فعاليات الندوة الدولية التي نظمتها المدينة بالتعاون مع منظمة اليونسكو تحت عنوان "الإحتفال بإنجازات مصر في مجال صون التراث السمعي البصري العالمي وتعزيز التعاون الدولي" التي شارك فيها عدد كبير من الخبراء من مصر والدول العربية والعديد من دول العالم.
وخلال كلمته بهذه المناسبة رحّب الجبالي بجميع الحضور في هذا الحدث الهام، والذي جاء علي أعتاب إحتفال مدينة الإنتاج الإعلامي باليوبيل الفضي بمرور 25 عامًا علي تأسيسها، حيث أنتجت خلالها العديد من الأفلام والأعمال الدرامية والذي يعتبرإرثًا عظيمًا، يوثق العديد من الأحداث والفعاليات الهامة مشيرًا إلي أن المدينة تعد المؤسسة الحضارية الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تضم أغلب القنوات المصرية والعربية العاملة في مصر وأستديوهات ومناطق تصوير تتسم بالتنوع في الطرز المختلفة للتصوير.
وأضاف الجبالي أن مصر بما تملكه من تراث ثقافي عظيم يتمثل في العديد من الأفلام الوثائقية والتراث الإذاعي والسينمائي الكبير، إرتأت المدينة حفاظًا علي هذا التراث وحمايته من الإندثار والتهالك، وحرصًا علي حق الأجيال القادمة كان من الضروري التحرك للحفاظ علي هذا الإرث، بإنشاء أرشيف متكامل لجمهورية مصر العربية ورقمنة المحتوي به من خلال إستخدام التكنولوجيا الحديثة لترميم آلاف الأفلام الوثائقية القديمة والمتهالكة، وإعادتها إلي مكانتها الأولي، بإستخدام أفضل التقنيات المطبقة في هذا المجال بمركز ترميم التراث السمعي البصري بالمدينة، والذي يضم خبرات فنية عالية، وتوفر المدينة كافة التسهيلات والإمكانيات لهذا المشروع القومي الكبير والذي إنشأته المدينة في زمن قياسي، وفي ظل العديد من التحديات وعلي رأسها أزمة كورونا.
وأضاف الجبالي أن المركز أنتهي من ترميم عدد كبير من الأفلام الوثائقية التي قدمتها جريدة مصر السينمائية، والتي وثقت أهم اللحظات التاريخية التي مرت بها البلاد، من زيارات ملوك ورؤساء وأحداث سياسية ورياضية وثقافية كبري، حيث تم ترميم 2300 عدد من هذه الجريدة، وأصبحت صالحة تمامًا للعرض من جديد، ويعد هذا المشروع تجربة غير مسبوقة بالمنطقة العربية ، الذي يقوم بالحفاظ علي التراث السمعي والبصري سواء من الافلام الوثائقية والسينمائية والدراما التليفزيونية والمواد الاذاعية المسجلة.
وفي ختام كلمته دعا الجبالي، منظمة اليونسكو إلي ضرورة إعادة النظر في الجوائز، التي تقدمها بحيث تخصص جائزة لمن يقدم مشروعات لإنقاذ التراث السمعي البصري، لتكون بمثابة حافزًا علي حفظ تاريخ الإنسانية ليظل باقيًا للأجيال القادمة.
ومن جانبه قدم الدكتور السيد العبسي الشكر لمدينة الإنتاج الإعلامي التي سعت للحفاظ علي التراث السمعي البصري من خلال مركز ترميم التراث بها والذي ساهم في الحفاظ علي هذا التراث للأجيال القادمة، حيث ان هذا التراث الموثق يساعدنا علي فهم العالم من حولنا، والتفاعل مع الاخرين من خلال متابعة الفعاليات الكبرى التي حدثت في الماضي والمشاركة فيها، وأوضح أن اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة لها دور هام مع الجهات المعنية في العمل علي تحقيق رؤية مصر 2030 من خلال تقديم المشورة وعقد الدورات.
ومن جهته أثني دكتور بشر إمام بالإنجازات المصرية في دعم التعاون الدولي، والحفاظ علي التراث السمعي البصري، ودور المدينة في هذا الشأن، من خلال مركز ترميم التراث بها، مشيرًا إلي ان التراث السمعي البصري يلعب دورا كبيرا في فهم القضايا المعاصرة مثل البعد المناخي والتنمية المستدامة وإتفاقات الحفاظ علي التراث.
ومن ناحيتها تحدثت دينا يوسف عن كيفية قيام اليونسكو بتقديم برنامج ذاكرة العالم للحفاظ علي التراث، مشيره إلي أن هناك العديد من التوصيات بهذا الشأن من اجل أن تستطيع الشعوب ان تصل إلي هذا التراث الوثائقي وأهمية أن يكون هناك تعاونا ليس فقط محليًا بل علي المستوي الدولي.
وفي نهاية الجلسة تم فتح حوار مفتوح عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع عدد من الخبراء الدوليين من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاربي المعنيين والمهتمين بهذا الشأن.