ولد في مثل هذا اليوم الكاتب والأديب الكبير، عباس محمود العقادعام 1889، في محافظة أسوان، الذي عاش فيها طفولته، وهرب إليها في كبره بعيدًا عن صخب المدينة.
وكان والده محب للأدب، فكان يصطحبه معه إلى الشيخ والأديب أحمد الجداوي وهو أحد تلاميذ جمال الدين الأفغاني، أثرى ذلك مسامعه من خلال الاستماع إلى المطارحات الشعرية ؤفي مجالس الشيخ الجداوي ومقامات الحريري، مما زاد من شغف العقاد إلى الاطلاع على الكتب الأدبية.
وعمل العقاد بمهن مختلفة ومنها الصحافة، وكان أول عمل له في جريدة الدستور، وبدأ بعد ذلك يكتب في صحف أخرى مثل: المؤيد، والأهالي، والأهرام.
بعد انتهاء عمله في جريدة الدستور، انتقل إلى كتابة المقالات والمقامات، ومن المهن التي امتهنها هي عمله كموظف حكومي في القسم المالي وتحديدًا في مديرية الشرقية، وكان حريص على ادخار جزء من راتبه ليصدر صحيفة باسمه بسبب حبه للكتابة والنشر.
وفي العام 1956 تم تعيين العقاد في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وحصل في العام 1960 على جائزة الدولة التقديرية.
ويعد أحد مؤسسي مدرسة الديوان التي عُنيت بالنقد في العصر الحديث، كما أنها أول خطوات تجديد الشعر العربي، لأنها أظهرت مفاهيم جديدة في الأدب، وكان أول ظهور لهذه المدرسة في عام 1909م، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى كتاب الديوان الذي ألفه عباس العقاد وإبراهيم المازني عام 1921.
وأقام العقاد صالونًا أدبيًا في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، كل يوم مجموعة بحضور مجموعة من المفكرين والفنانين المصريين، وكان يطرح من خلال مجلسه العديد من المواضيع المختلفة كالأدب والعلوم وغيرها، ولكن أهم ماكان يثار ويكون عرضة للجدل والنقاش دور المرأة المسلمة في المجتمع، فقد كتب العقاد ثلاثة كتب في هذا الموضوع، موضحًا أهميّة حصول المرأة على حقها في المشاركة في المجتمع، وحقها في الفكر، لذلك كانت كتاباته تلاقي قبولًا حسنًا عند النساء، وبرغم ذلك ظل العقاد عازبًا لم يتزوج حتى وفاته.
وللعقاد الكثير من المؤلفات منها العبقريات وهى لشخصيات عامة عظيمة مثل (( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين كعبقرية عمر وعبقرية أبو بكر وغيرها))، والمرأة في القرآن، وحياة المسيح، وسارة، ورجال عرفتهم وغيرها الكثير من الؤلفات الثرية التي ساهمت في تشكيل وجدان الأدب العربي الحديث.
ومن أهم دواوينه الشعرية، ديوان من الدواوين، وديوان عابر سبيل، وديوان هدية الكروان وغيرهم.
وتوفى العقاد في 12 من مارس عام 1964، تاركًا خلفه ميراثًا أدبيًا كبيرًا يحيي ذكراه، وترشد تلاميذه ومحبيه طريق السير على خطاه.
