الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تليفزيون البوابة

شاهد| صناعة السبح.. حرفة فريدة تقاوم شبح الإندثار

تصنيع السبح
تصنيع السبح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في غرفة صغيرة بأحد العمائر المتهالك في حي الجمالية بالقرب من المشهد الحسيني يتمسك “عادل” بمهنته التي تحكي الكثير من التراث العربي القديم، ولا يفكر في تركها نهائيا، يعمل برفقة مجموعة من الشباب الذين انضموا إلى المهنة حديثا لانتاج السبح اليدوية التي يتم تصديرها إلى شتى المسلمين في العالم، وتباع في مصر بكل مكان. 
يروي عادل، تفاصيل ومراحل المهنة اليدوية التي عمل بها منذ أن كان صغيرا وكانت من أهم المهن في العصور الإسلامية رغم أنها سلع ترفيهية وليست أساسية، حيث يتم تصنيع السبح من عضم الجمال إذ يجلبونه من المذابح ويعملون في تحويله إلى السبح، كما يصنعون السبح أيضا من الكوخ وهو ما يشبه جوز الهند وهي مادة يتم استرادها من البرازيل، ولكن لم تكن متوفرة هذه الأيام بسبب غلاء الأسعار حيث وصل الطن إلى 50 ألف جنيها، وهذه المادة تحديدا هي الأكثر انتشار في صناعة السبح في مصر والعالم لانها جيدة للغاية.
وأضاف أنه يتم تصنيع السبح من الأبانوز وهي عبارة عن عصي يتم شرائها، وبالتالي هناك مرحلة تمر بها جميع الماد السالف، أولا التجليخ لتنظيفها جيدا، لما التقطيع إلى قصع صغيرة، وبعد ذلك التخريم والتلميع وبعد ذلك اللضم في الخيوط وهي المرحلة الأخيرة لتصنيع السبح. 
بدأ الرجل الأربعيني رحلة كفاحه قبل أكثر من عشرين عاما كعاملا في الورش، حتى استطاع اليوم أن يفتح ورشته الخاصة التي يعمل بها حيث يقوم بتصدير هذه المونتاجات خارج مصر، حيث يستطيعون انتاج أكثر من 1000 مسبحة في الأسبوع الواحد قائلا: "احنا بنصنع السبح وبنصدرها للسعودية، والمصريين يشترونها من هناك ليهادون بها أحبابهم هنا". 
مستقبل مجهول لتلك المهنة التي تحاكي الكثير من التراث المصري الديني القديم، لذا يظهر الرجل الأربعيني مخاوفة من تلاعب شبح الإنقراض على المهنة التي لطالما افنى حياته بالعمل فيها: "معتش حد جديد بيدخل المهنة ولا شباب بيتعلم، ولكن هي محبوبة للناس لعلاقتها بالجانب الديني وارتباطها به، وبالتالي احتمالية انقراضها ضعيفه للغاية لان الإسلام لن ينتهي بالطبع حتى قيام الساعة".
يتابع الرجل الأربعيني أن العمل قديما كان يدويا لذا كان يحتاج الكثير من الوقت، ولكن حاليا ظهرت الماكينات التي نعمل من خلالها على تصنيع تلك المنتجات، ولكنها في الغالب تعرضنا إلى مخاطر كثيرة من جروح الأصابع وغيرها من الأشياء التي تدعو إلى الانتباه جيدا".