أكدت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن روسيا تستغل الأزمات الغذائية المتتالية في العالم وتحولها إلى تسونامي من خلال منعها تصدير الحبوب الأوكرانية بعد أن فرضت قواتها حصارًا على موانئ التصدير الأوكرانية.
وأشارت الصحيفة - في مقال كتبه المحرر الدبلوماسي للصحيفة باتريك وينتور - إلى تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية، آنالينا بيربوك، خلال اجتماع وزاري في برلين حول أزمة الغذاء في العالم، والذي عقد قبل قمة مجموعة الدول الصناعية السبع، والتي تقول فيها" إن منع روسيا لما يقرب من تصدير 25 مليون طن من الحبوب الأوكرانية، يعني استخدامها الجوع كسلاح في الحرب الدائرة حاليًا بين القوات الروسية والأوكرانية".
ويقول الكاتب إن الوزيرة الألمانية أضافت - في تصريحاتها - أن ما يقرب من 345 مليون شخص على مستوى العالم باتوا يعانون من أزمات غذائية بسبب منع القوات الروسية تصدير الحبوب الأوكرانية للعديد من دول العالم.
وتابعت وزيرة الخارجية الألمانية" أن أزمة الغذاء في العالم كانت قائمة بالفعل قبل حرب روسيا في أوكرانيا، إلا أن الحرب حولت الأزمة إلى موجة عنيفة من تسونامي بعد أن قامت روسيا باستغلال الجوع كسلاح حرب".
ويشير الكاتب - في مقاله - إلى أن روسيا في نفس الوقت تتهم الدول الغربية بالتسبب في هذه الأزمة من خلال فرضها عقوبات اقتصادية على موسكو؛ ما أدى إلى تباطؤ إمدادات الغذاء الروسية للعديد من المناطق في العالم.
ويؤكد أن ما يقرب من 25 دولة إفريقية ولاسيما الدول الأقل نموًا تعتمد على صادرات الحبوب الأوكرانية والروسية في توفير ما يقرب من ثلث احتياجاتها من الغذاء وتصل هذه النسبة إلى نحو النصف في 15 دولة من هذه الدول.
ويوضح الكاتب أن تلك التصريحات دفعت رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، إلى الرد بتذكير ألمانيا بأسلوب التجويع الذي استخدمته خلال الحرب العالمية الثانية، معبرا عن اندهاشه أن يسمع هذا الكلام من دولة قامت بحصار لينينجراد في أثناء الحرب العالمية الثانية لما يقرب من 900 يوم وتسببت في وفاة ما يزيد على 700 ألف شخص بسبب الجوع.
ويقول الكاتب "إن تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية تعززها تقديرات عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، والتي أشار فيها إلى أن ما يقرب من 40 دولة من دول العالم تواجه الآن تضخم في أسعار السلع الغذائية، وصل إلى 15 بالمئة، وأن نحو 30 دولة تعاني من انخفاض قيمة عملتها بنسبة وصلت إلى 25 بالمئة بسبب أزمة الغذاء الحالية".
ويؤكد الخبير الاقتصادي العالمي أن الأرقام لا تكذب، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن أعداد الأشخاص الذين يعانون من أزمة الغذاء قبل أزمة كورونا وصل إلى 135 مليون شخص، بينما وصلت هذه الأعداد الآن إلى ما يقرب من 345 مليون شخص، مضيفًا أن نحو 50 مليون شخص في الوقت الحالي على مستوى العالم مهددين بخطر المجاعة.