زمان وانا صغير.. كنت باحلم إني أعرف معاني بعض الكلمات التي أسمعها ولا أفهمها.. وكان أغرب كلمتين يصادفوني وأقف أمام تعريفهما مثل "كيس الجوافة" "حتتك بتتك" و"سكتم بكتم" وإن كنت بكل تأكيد أعلم المقصود منهما، وطبعا جيل الألفية الثانية ربما لم تقع على مسامعه هذه الكلمات إلا عد مشاهدة أحد الأفلام العتيقة أو حتى عند الجلوس مع الجد أو الجدة.
ولأنه وكما يقال فإنه ومن باب (العلم بالشيء ولا "الجهلبه") ظللت ابحث وافتش عن المدلول اللفظي لهما حتى عثرت عليهما بفضل مساعدة العم "جوجل" الذي تحول إلى (مفتاح سر التاريخ بل والكون).
حيث تشرح بعض القواميس أصل كلمة حتتك بتتك، بأنها تطلق على الجائع المقبل بنهم على الطعام، وتعني أنه هجم على الطعام ثم أكمل على العظام في الهيروغليفية اسمها "بات" واللحم في الهيروغليفية اسمه "حات" فحتتك بتتك تعني أنه التهم اللحم والعظم معًا من شدة جوعه، مضيفة أنه نسبة لكلمة حات الهيروغليفية أطلق المصريون على الكبابجي اسم الحاتي.
نفس الشيء ينطبق على المقولة الشعبية المعروفة «سُكتم.. بُكتم»، التي تصف حالة السكوت المطبق عن الكلام، ناهيك عن التوقف عن الفعل أو رد الفعل بعد أن غابت الحواس جميعها ولم يعد هناك شعور بالواقع.. ولعل أقرب مثال لها تلك الحكمة الأسيوية الشهيرة التي تصور القرود الثلاثة التي لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم.