أكد خبراء تغذية أن العالم يواجه حاليًا أزمة غذاء حادة، وأنه في الوقت الذي تمد فيه أوكرانيا العالم بأسره بالغذاء، يواجه الفلاح الأوكراني الخطر والخوف من المستقبل؛ بسبب الحرب الدائرة هناك مع القوات الروسية.
وذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية، في تقرير صحفي، شارك في كتابته كل من مايكل فخري، الأستاذ بجامعة أوريجون الأمريكية، وصوفيا مونسالف، الأمين العام لمنظمة فيان الدولية لحقوق الغذاء - أن أزمة الغذاء العالمية بسبب حرب أوكرانيا قد تفاقمت بسبب تزامنها مع انتشار جائحة كورونا.
وأكد التقرير أنه على الرغم من احتدام وتيرة الحرب في أوكرانيا يجب في نفس الوقت التفكير في كيفية علاج أزمة الغذاء الناشئة عنها بهدف إعادة بناء النظام الغذائي العالمي، موضحًا أن الشعب الأوكراني أصبح لا يعاني فقط من الخوف على حياته جراء الحرب الحالية هناك، ولكن أيضًا أصبح يواجه شبح المجاعة بسبب أزمة الغذاء التي تسببت فيها الحرب وجائحة كورونا.
وأضاف أن تفاقم تلك الأزمة يرجع إلى أن كل من أوكرانيا وروسيا من أكبر المصدرين والمنتجين للسلع الزراعية في العالم؛ ولذلك فقد ألقت تلك الأزمة بظلالها على جميع دول العالم، مشيرا إلى ما ذكرته حكومة أوكرانيا من أن هناك ما يقرب من 22 مليون طن من الحبوب مازالت محتجزة في الموانئ الأوكرانية بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الروسية وهو ما أدي بطبيعة الحال إلى ارتفاع أسعار الدقيق وزيت الطعام على مستوى العالم.
وأشار التقرير إلى أن هناك تقارير واردة من أوكرانيا تفيد بأن القوات الروسية لم تكتف بتدمير الحقول والمزارع الأوكرانية ولكنها أيضًا قامت باستهداف بنك البذور الوطني خلال قصفها لمدينة خاركيف في شمال شرق البلاد.
وأكد التقرير أنه إذا لم يتمكن المزارع الأوكراني من زراعة أرضه وإذا تم تدمير بنوك البذور في أوكرانيا، فإن مستقبل أوكرانيا في خطر شديد، لافتا إلى أن الحل الأمثل لمواجهة أزمة الغذاء الحالية هو اللجوء إلى نظام التنوع البيئي، حيث إنه كلما زاد التنوع البيئي للنظام الغذائي كلما زادت قدرته على مواجهة التغيرات الطارئة والتي لم تكن في الحسبان وكلما زادت كذلك الخيارات المتاحة للتغلب على الأزمة.
وأضاف التقرير أن الحرب في أوكرانيا ومناطق أخرى من العالم، مثل اليمن وسوريا، عانت من صراعات مسلحة أثبتت أهمية الحفاظ على التنوع البيئي وبنوك البذور لضمان توفير الغذاء والحيلولة دون وقوع أزمة طعام.