قال الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح، إن كتابات ضحى عاصي تملك نفس السلاسة التي كانت عليها كتابات والدها الراحل، وهو ما يجعل القارئ يغوص في صفحاتها سريعا. خاصة منذ البداية، فبطلة الرواية "كاملة" استيقظت في صباح 19 أغسطس لتجد أن بيع كل ما عليها أن تحترمه وتقدره، فقط من أجل الحياة والنجاة.
وأضاف أبو الفتوح، خلال مناقشة الرواية بمنتدى المستقبل للفكر والإبداع بمشاركة الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، ويديرها الإعلامي عمرو الشامي، أنها شخصية أرادت الكاتبة أن تقدمها مبتورة "فنحن نعرف أشخاص عائلة الأم جيدا. إلا أن الأب مختفي ولم نصادفه في الرواية، حتى مع ذكر عائلته. لينعكس هذا على بناء الشخصية نفسها. هكذا ولدت وعاشت روسية، بكل المخزون التربوي والحضاري والثقافي بداخلها".
وتابع: كاملة عاشت في مصر باعتبارها روسية، فتجاهلت لفترة طويلة عائلتها في مصر. ورأينا مجتمعات متعددة، مثل الوسط السياحي، وحي الزمالك، ومدينة شرم الشيخ. لكن عودتها لأهلها كانت قصيرة بدون تفاصيل. ربما لم يكن هناك شخصية مماثلة سوى ابن عمتها عمر، الذي واجه الانهيار في موضع آخر. وعلى عكسها. بينما نشأت في مجتمع المقاومة فيه مواجهة، كان هو ابن مجتمع الهروب فيه نوعا من المواجهة.
صدرت رواية "صباح ١٩ أغسطس" عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، وتعد الرواية الثالثة للكاتبة ضحى عاصي بعد روايتيها " 104 القاهرة" ، و"غيوم فرنسية" التي ترشحت للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية، فضلا عن مجموعتيها القصصيتين "سعادة السوبر ماركت" ، و"فنجان قهوة" .
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".