يحتفل العالم في اليوم السابع من يونيو من كل عام بـ"اليوم العالمي لسلامة الأغذية"، فبحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن لكل منا دور يؤديه؛ فسواء كنا نزرع الطعام أو نعالجه أو ننقله أو نخزنه أو نبيعه أو نشتريه أو نعده أو نقدمه، فإن سلامة الأغذية تكمن بين أيدينا جميعًا، وإذا عملنا معًا، فسنتمكن جميعًا من المساعدة على إيجاد غذاء آمن لصحة أفضل.
بداية الاحتفال
استحدثت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لسلامة الأغذية في عام 2018 لزيادة الوعي بهذه القضية الهامة.
وتشترك منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، في تيسير الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الأغذية، بالتعاون مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الآخرين.
"غذاء آمن لصحة جيدة"
وشعار هذا العام 2022 "غذاء آمن لصحة جيدة"، وسيتم تسليط الضوء على الدور الذي تؤديه الأغذية المأمونة والمغذية في ضمان صحة الإنسان ورفاهه، ويدعو إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات المحددة لجعل الأغذية أكثر سلامة.
الأمراض المنقولة من الغذاء السيئ
وقال فرانسيسكو برانكا، رئيس قسم التغذية والسلامة الغذائية في منظمة الصحة العالمية، إننا كل يوم نتناول الطعام إما مع عائلاتنا أو أصدقائنا أو عائلاتنا ويمكن للغذاء أن يقلل من الجوع ويوفر التغذية ويدعم النمو ويسهل التجارة وتبادل الثقافات ويأتي بالبهجة غير أن كل هذه المزايا ما وجدت إذا كان الغذاء غير آمن.
سوء التغذية والسمنة
وهناك مليار و900 مليون شخص يعانون من زيادة الوزن، و500 مليون منهم يصنفون على أنهم يعانون من السمنة المفرطة، وواحد من كل ثلاثة أشخاص في هذا الكوكب يعاني شكلا من أشكال سوء التغذية وأنه ليس هناك بلد في مأمن من شكل واحد على الأقل من سوء التغذية".
وتعتبر منظمة الصحة العالمية السمنة واحدة من أكثر الأمراض خطورة، فقد تم تحديد أن السمنة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسرطان في أحدث الدراسات التي أجرتها المنظمة.
وبالنظر إلى الجانب الآخر من العالم، فنحن نشهد على عولمة الإفراط في التغذية والسمنة، حيث يبلغ تأثير السمنة على الاقتصاد العالمي حوالي 2 تريليون دولار.
محاربة السمنة في مصر
في 2019 أطلقت وزارة الصحة حملة لمدة أربع سنوات للتوعية بمخاطر السمنة، بعد حديث الرئيس السيسي عن مخاطر السمنة وما تسببه من أمراض.
وأكدت وزارة الصحة أن أكثر من 75% من الذي تم فحصهم في حملة 100 مليون صحة، يعانون من السمنة المفرطة، موضحًا أنها تعد السبب الرئيسي في الاصابة ببعض الأمراض، وتكلف وزارة الصحة مبالغ طائلة لعلاج تلك الأمراض، لذلك نستعد في الفترة المقبلة لتوفير مبالغ العلاج والقضاء على السمنة.
وقد أشارت أحدث الدراسات التي أجريت في مصر أن تكلفة علاج الأمراض المصاحبة للسمنة 62 مليار جنية مصري في عام 2020 وأن نسبة الوفيات نتيجة السمنة 19% مما يمثل تهديدًا رئيسيًا لصحة الإنسان ونموه وطبقًا للإحصائيات العالمية تتسبب السمنة في وفاة ما يقدر بنحو 41 مليون شخص كل عام.
الأطعمة غير الآمنة
وتسبب الأطعمة غير الآمنة التي تحتوي على بكتيريا، أو فيروسات، أو طفيليات، أو مواد كيميائية ضارة أكثر من 200 مرض - تتراوح من الإسهال إلى السرطانات.
ما يقدر بنحو 600 مليون - ما يقرب من 1 من كل 10 أشخاص في العالم - يصابون بالمرض بعد تناول طعام ملوث، ويموت 420.000 كل عام، مما يؤدي إلى فقدان 33 مليون سنة حياة صحية.
أمراض الإسهال هي أكثر الأمراض شيوعًا الناتجة عن استهلاك الأطعمة الملوثة، وتتسبب في إصابة 550 مليون شخص بالمرض، ووفاة 230 ألف شخص كل عام.
ترتبط سلامة الأغذية والتغذية، والأمن الغذائي ارتباطًا وثيقًا؛ حيث يتسبب الغذاء غير الآمن في حلقة مفرغة من المرض، وسوء التغذية، ويؤثر بشكل خاص في الرضع، وصغار الأطفال، وكبار السن، والمرضى.
الحصول على كميات كافية من الغذاء الآمن والمغذي هو مفتاح الحفاظ على الحياة، وتعزيز الصحة الجيدة.
821 مليون شخص يعانون من الجوع
على الجانب الآخر فهناك من لم يصلهم نسب الطعام التي يجب أن تكون لكل شخص في العالم.
أكدت منظمة "الفاو" للأغذية أنه لا يزال لدينا ما يقارب من 800 مليون شخص يذهبون إلى فراشهم جائعين كل يوم، وملياري شخص آخرين يعانون من نقص المغذيات الدقيقة.
فبحسب التقرير الذي أعدته منظمة الأمم المتحدة فإن 821 مليون شخص في العالم يُعانون من الجوع، وبمعنى آخر يُعاني واحد من كل 9 أشخاص من الجوع المزمن ولا يمكنه العثور على أغذية ومياه نظيفة، مما يعني أن هناك 1.5 مليار شخص يعيشون على دولار واحد في اليوم، وثلثهم من الأطفال.
تم تسجيل أن 22% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من اضطرابات في النمو بسبب الجوع وسوء التغذية، وتم التأكيد على أن أعداد الوفيات تُقدر بمئات الآلاف.
الحرب وسلامة الغذاء
كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" أن أسعار السلع الغذائية العالمية بلغت أعلى المستويات على الإطلاق في مارس المنصرم عندما عرقل الصراع في أوكرانيا صادرات القمح والحبوب.
وقالت المنظمة في تحليل، نشرته على صفحتها مؤخرًا، إن مؤشر أسعار السلع الغذائية لديها ارتفع بنسبة 12.6% بين فبراير ومارس في قفزة عملاقة إلى أعلى مستوى جديد منذ بدء العمل به في 1990.
وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية 159.3 نقاط في مارس 2022، أي بزيادة قدرها 17.9 نقاط (12.6%) عن مستواه المسجّل في شهر فبراير محققًا بذلك قفزة نوعية ليسجّل أعلى مستوى له منذ إرسائه في عام 1990.
ويذكر أن أسعار الحبوب الأساسية طرقت في فبراير 2022 حاجز مستويات شبه قياسية متجاوزة نظيرتها المسجلة قبل عام بنسبة وصلت حتى 45%.