حالة من الغضب في الوسط الثقافي والفني أثيرت بسبب التصريحات الأخيرة لشاعر يدعى ناصر دويدار، خلال الندوة التي أقامتها لجنة التذوق الأدبي والفني باتحاد الكتاب، وأساء خلالها إلى أم كلثوم.
وقال الشاعر دويدار خلال الأمسية: "أم كلثوم أنانية ولاعبت رامى على الشناكل، ورامي عنده هطل عاطفي، كما أن أم كلثوم سرقت أغنيتين لشاعر شاب وأدتهم لكبار الشعراء يشتغلوا عليها.. والعلاقة بين أم كلثوم ورامي كانت علاقة ذئب بفريسته، يقال إن هناك شاعر اسمه علي مهدي أعطى أم كلثوم قصيدتين وراح يشيع أن الست ستغني له وقامت أم كلثوم بتفصيص القصيدتين ومنحتهما لشعراء كبار ليبنوا عليها".
فعبر الناقد الأدبي الدكتور أحمد يوسف عن غضبه من ما حدث وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك":"يا لضياع الفن والفكر، في ندوة عقدت في " اتحاد الكتاب" بمصر يوم 22/5/2022، تهشمت كل المعاني والقيم، حين افتقد الحديث كل قواعد الأدب، ورقي اللغة. وامتلك القدرة على الابتذال والوقاحة. كان الجهل والاستعلاء واتهام الناس بالباطل، والكلام المرسل في لغة مسفة مظلة فوق رؤوس الحاضرين، شاهدت جانبا من فيديو هذه الندوة وكان فيه الكفاية والدلالة على ما انتهى إليه حال اللغة، وحال الفن، والفكر في بلادنا التي كانت منارة الدنيا في الفن والفكر والأدب واللغة، وكان اتحاد الكتاب موئلا للجميل والمفيد وقبلة تهفو إليها الأفئدة قبل العقول".
وتابع أحمد:"فالحديث كان عن أم كلثوم وأحمد رامي وأحمد شوقي وغيرهما من الشعراء، مثل أحمد شفيق كامل، وعبدالفتاح مصطفى. فأم كلثوم في حديث المتحدث سيدة مزواجه بالحق والباطل في الخفاء والعلن. التقت برامي الذي أحبها حبا " أهطل" " لعبته على الشناكل" " فهي امرأة موالدية" ورامي سليل الحسب والنسب الذي وقع في غرامها " العاشق الولهان". ، وهذه السيدة كما يقول إن نظرت إليها إجمالا فهي جميلة الوجه، وإن دققت فعيناها "كذا" وأسنانها" كذا" وصوتها على المسرح يغطي كل العيوب. ورامي" كان يصلح لها الشعر" وهي" تصلح له" بالمعنى الرديء".
وأضاف يوسف:"هذا حديث الجهل والاستخفاف والاستعلاء بالباطل على رمز فني وتاريخي وقومي لا مراء فيه. هذه السيدة الرمز لم تكن خريجة الجامعات المصرية ولا الأجنبية، ولاسليلة الغنى والمجد والجاه والسلطان، ولكنها نموذج عصامي بامتياز سعت للعلم والمعرفة في كل المصادر، وتعلمت لغة أجنبية، وقرأت عيون الشعر العربي في كل عصوره، وقرأت كتاب الأغاني وكان لها مختارات منه، واحتفظت بأهم رافدين من روافد الأدب والفن في غرفتها كما قالت وبجوار سريرها هما " الأيام" لطه حسين و"ديوان أحمد شوقي" الذي انتخبت منه مختارات لم تفارقها إلا بالموت. ودرست علم الموسيقى على أعلامه الكبار في عصرها. وتكونت لديها رؤية اجتماعية تشكلت من الأعمدة الأساس: المصرية. العربية. الإسلامية. الإنسانية. وحققت هذه الرؤية فنا وعملا في أحزان مصر وافراحها، وفي توطيد أواصر العروبة والتاريخ بكل حلقاته الكبرى، وارتقت بأهل المهنة. فخرجت بهم من نوادي الليل إلى خشبة المسرح العام وفن السينما والإذاعة".
واختتم حديثه عن السيدة أم كلثوم وقال:"هذه لمحة خاطفة عن أم كلثوم التي أساء إليها الجهل والجهلاء في ندوة عقدت في اتحاد كتاب مصر الذي صار منصة لغير أهله. كنت أود أن يكون حديث الندوة عن المنجز الكلثومي وعن دورها التاريخي والاجتماعي في حياة مصر والعرب والمسلمين، ولكن هيهات. ما أيسر التجريح، وما أصعب العفة في الحديث، والتحري والتثبت مما يقال ويذاع. ولو صمت من لايدري لأراح واستراح. ولكن كيف يصمت في ساحة عمادها الجهل. أدعوكم لقراءة كتابي الموثق" أم كلثوم: الشعر والغناء".
وعبر حسن مغازي عضو مجمع اللغة العربية في مكة الكرمة عن استياءه الشديد وقال:"لابد من الحسم قانونا لاستعادة حق(أم كلثوم)، حق الثقافة المصرية، حق الفن .، وكذلك حق(أحمد رامى) ... !
لابد من أن تتحرك( هيئة النيابة الإدارية )، و( النيابة العامة المصرية )، و( هيئة الرقابة الادارية)، لابد من أن يتحرك( مكتب النائب العام )ضد كل من المتحدث، والمنصة، واللجنة، وإدارة الاتحاد.
لابد من ألف باء التحرك استبعاد مجلس إدارة الاتحاد عن المشهد نهائيا، وتقديم أفراده فردا فردا إلى محاكم الجنايات ... !".