الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

محمد عناني: أدعو الجميع إلى قراءة التاريخ واستلهام دروسه

الدكتور محمد عناني
الدكتور محمد عناني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 قال المترجم الكبير الدكتور محمد عناني خلال كلمته باحتفالية الشارقة للتكريم الثقافي: "من العجب العجاب أن يقال إن هذا الحفل تكريم من جانب الشيخ سلطان القاسمي لعدد من المثقفين العرب، والأولى أن يقال إنـه تكريم منهـم لرجل إذا ذكر ذكر البحث العلمي والأدب العربي وقد تضافرا، وصفاء النفس وصدق الفكـر وقـد توحـدا، وقبـل ذلـك كـلـه حـب عميق للوطـن العربي، وإيمان بوحدته التي تشهد عليها اللغة العربية بعراقتهـا وجذورها التي تحيي التاريخ في قلـب كل عربي، فإبداعات الشيخ سلطان، من علمية حديثة إلى أدبية روائية ومسرحية، تنبع مـن هـذا المعـين الـذي لا ينضب، وتمثـل دعـوة لـكل عربي إلى قراءة التاريخ واستلهام دروسه. فأفضاله فى هذا السبيل تدعيم لحصن اللغة العربية الحصين فهي أمنا وحياتنا وتاريخنا، لا ينكره كاره ولا يمسه دعي مهما أرجف المرجفون. وداخل حـصـن اللغة العربية يرتبط الناطقون بها برباط الألفـة الـذي يؤكد وحـدة الأصـول مـهـما تعددت الفروع واختلفت، وهذه حقيقة ندركها إذا تلاقى عربيان في مكان غريب، إذ يبرز ذلك الرباط السحري.

وتابع عناني قائلا: "رباط الألفة الفطرية الـذي تكفـي كلمـة واحـدة لإحيائه وإحياء فرحـة لـقـاء أبنـاء الأسرة الواحدة، وكذلك يفعل الناقد الحصيف إذا تعرض لرواية أو مسرحية للشيخ سلطان، فهو يضع أصبعه أولاً على نبض العربية الأصيل الذي يكفل للفكر صدقا وعمقـا لا ينبعان إلا مـن قلـب أحـس فألهم القلم فأبدع الروائع العربية. لقـد أسعدني الحظ فاطلعت على بعـض مؤلفات الشيخ سلطان، من طريق الراحل سمير سرحان، فوجدت أن صدق الكاتب يجعله يقدم أسئلة أكثر ممـا يقـدم مـن إجابات، ولا أظنني بحاجة إلى إحصاء إبداعاته، فهي كثيرة ومثيرة".

وتابع: “ولكن أن أقول إنها في مجملها تأملات فكرية وأدبيـة عميقة في تاريخنا وحاضرنا، ومـن ثـم أن أقول إن هذا الكاتب العظيم صاحب نظرية تربط الماضي بالحاضر بأساليب أدبيـة تمتع القارئ أو المشاهد حتى وهي تدفعه إلى التفكير الحي. ويهمني في هذا السياق أن أعـبـر عـن أسـفـي لـعـدم نشر هذه الذخائر على نطاق أوسع، حتى يتذوقها جمهـور أكبر، وحتى يتسنى للنقاد الكتابة عنها، وحتى تجري المقارنة بينها وبين مثيلاتها في الآداب العالمية”.

وأقترح بهذه المناسبة أن نبدأ بترجمة بعضها إلى اللغة الإنجليزية، حتى نفتح شهية الأجانب لقراءة أدب الشيخ سلطان، وظني أننا أقدر مـن الأجانب على فهـم أعمالـه وتذوقهـا ومـن ثـم إخراج ترجمات أصـدق لها. وأقـول في هامش أرجـو أن تكون له طرافة إن الشيخ سلطان مارس 4 مطلع حياته تدريس اللغة الإنجليزية. إننا اليوم نكرم رجلاً له أياديه البيضاء على الثقافة العربية في كل مكان، ونشعر جميعا بامتناننـا لـه لحدبه على إعلاء شأن الثقافة العربية بشتى صورها".