الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

"دلالات اختيار مصر لمؤتمر تغير المناخ".. ندوة في المركز الدائم للموهوبين بطور سيناء

المركز الدائم للموهوبين
المركز الدائم للموهوبين والتعلم الذكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 يستضيف المركز الدائم للموهوبين والتعلم الذكي، التابع لمديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوب سيناء، ومقره المدرسة الثانوية الفندقية بطور سيناء، في بداية موسمه الصيفي، بعد غد الاثنين، خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، في محاضرة بعنوان "الآثار والسياحة بسيناء في ضوء مؤتمر تغير المناخ بشرم الشيخ نوفمبر المقبل"، والدكتور تامر العراقى مدير الشئون الأثرية بجنوب سيناء في محاضرة بعنوان "الأنباط في سيناء نقوش وحضارة".

يأتي ذلك في إطار خطة الوعى الأثري لمنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ومديرها الآثارى أحمد إبراهيم الحشاش، وبالتعاون مع المركز الدائم للموهوبين والتعلم الذكي بطور سيناء تحت رعاية محمد حامد عقل وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة وإشراف عام عادل عتلم وكيل المديرية.
 وأشار خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان إلى أن محاضرته تتضمن دلالات اختيار مصر لهذا المؤتمر الدولى "اتفاقية الأمم المتحدة اللإطارية بشأن تغير المناخ COP27 بشرم الشيخ" للمرة الأولى  في شمال أفريقيا منذ عشر سنوات وهى مدى تقدير العالم لقيادتها السياسية والتي رفعت أسهم مصر سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا لما تشهده مصر من طفرة غير مسبوقة فى شتى المجالات وتوفير مناخ ملائم للاستثمار والتنمية الشاملة والمستدامة وتقديرًا لدور مؤسساتها في مجال حماية البيئة وتغير المناخ ونجاح الاستراتيجية الوطنية في هذا المضمار علاوة على توافر البنية الأساسية في مصر كمجتمع راقى متحضر قادر على استضافة مؤتمر بهذه القيمة في مدينة السلام المدينة الخضراء الخالية من التلوث والتي تعد المدينة الأولى في إفريقيا في سياحة المؤتمرات، كما يؤكد هذا المؤتمر للعالم أن مصر آمنة للاستثمار والسياحة وحسن الضيافة لكل شعوب العالم.
ويضيف الدكتور ريحان، أن سيناء تتميز بسمات بيئية متفردة ومناظر خلاّبة لا تتوفر فى كبرى البلاد التى تعتمد على السياحة البيئية والمناظر الطبيعية وتحقق منها مليارات الدولارات مثل تايلاند مؤكدًا أن جبال سيناء تشمل كل أنواع الصخور التى ذكرت فى القرآن الكريم فى سورة فاطر آية 27  }وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ{ البيض وهى الأحجار الجيرية والحمر وهى الأحجار الرملية الحمراء بوادى فيران والجرانيت الأحمر وفى غرب سيناء يقع الجبل الأحمر الذى أطلق عليه هذا الاسم لحمرة تربته علاوة  على الجبال الرمادية والخضراء تتخللها خيوط الذهب الذى استغلها المصريون القدماء فى صناعة أدوات الزينة والكؤوس كما تتميز سيناء بعيونها الطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية التى تخرج منها المياه الكبريتية فهى تمثل متحفًا طبيعيًا للفنون والجمال كما يأتى العالم بأسره لرؤية أجمل منظر شروق على قمة جبل موسى وأجمل منظر غروب بمدينة دهب.
ويوضح أن آثار سيناء جسّدت عبر عصورها التاريخية نموذجًا حيًا للتفاعل بين الإنسان والبيئة الصحراوية والجبلية بسيناء وتطويعها لصالحه، فمنذ ما قبل التاريخ بدأ الإنسان السيناوى الأول فى بناء مساكنه ومقابره التى تمتلأ بها مناطق جنوب سيناء ما بين سانت كاترين ودهب ونويبع تعرف بالنواميس، وفى عصر مصر القديمة  استغل المصريون القدماء ما تتميز به البيئة السيناوية وهو الفيروز ومنها جاءت تسميتها بأرض الفيروز وأرسلوا  البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة، وفى عصر الأنباط بسيناء الذى يمتد من القرن الأول قبل الميلاد إلى عام 106م نهاية دولتهم رسميًا استغلوا البيئية السيناوية فى إبداع أعظم نظم الرى للاستفادة من مياه الأمطار والسيول وتحويلها من قوة مدمرة إلى مصدر للمياه العذبة كما استغلوا نحاس سيناء فى وادى النصب وقاموا بتعدينه.

وأشار إلى أنه فى الفترة المسيحية بسيناء والتى ازدهرت من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادى لجأ الرهبان إلى سيناء هروبًا بالدين الجديد من وجه الرومان الوثنيين ثم عشقوا حياة الصحراء والبيئة السيناوية وسكنوا الوادى المقدس "منطقة سانت كاترين حاليًا" واستفادوا من الجبال الجرانيتية والحجر الرملى الأحمر بوادى فيران 60كم شمال غرب دير سانت كاترين وأنشأوا أول أبرشية لهم هناك منذ القرن الرابع الميلادى واستفادوا من الجبال الجرانيتية فى بناء أشهر أديرة العالم وهو دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذى حمل اسمها كما بنى الدير باتجاه شمال شرق وجنوب غرب موازى لمجرى السيل حتى لا يجرفه السيل مع عمل أماكن لتصريف السيول التى تتسرب إلى الدير.
وتابع أنه فى العصر الإسلامى استغل الإنسان بسيناء مواد البناء المتوفرة لصالحه حيث أدخلت فى المبانى الساحلية نوع من الأحجار المرجانية التى تقاوم الأملاح بشكل كبير واتضح ذلك فى مبانى حصن رأس راية بطور سيناء ومبانى كاملة بتل الكيلانى من الأحجار المرجانية وفى النقطة العسكرية المتقدمة بنويبع أقدم مركز بوليس فى سيناء خاصة ومصر عامة يعود إلى عام 1893م كما أنشأ السدود لحجز مياه الأمطار واتضح ذلك قرب قلعة الجندى برأس سدر الذى بناها صلاح الدين الأيوبى فى الفترة من 1183 إلى 1187م،ل وفى جزيرة فرعون بطابا استغل صلاح الدين تلين مرتفعين بالجزيرة وبنى عليهما قلعته الشهيرة التى تعود إلى عام 1171م واستغل التل نفسه كمحجر للحصول على أحجار بناء القلعة كما استغل مستويات التل نفسه فى البناء طبقًا لمنحدراته واستغل مقومات الموقع الدفاعية من وجوده فى جزيرة وفوق تل مرتفع لتكون محصّنة ضد أى هجوم. 
وأزضح الدكتور تامر العراقى إلى أن محاضرته تلقى الضوء على أهم المواقع الأثرية والنقوش الصخرية التي تركها الأنباط في سيناء أثناء عبورهم من البتراء الي مصر عبر دروب سيناء، حيث لعب الأنباط دور الوسيط التجاري بين حواضر العالم القديم فقد كانوا يستخرجون القار والملح من البحر الميت ويأتون به الي مصر كي يستخدمه المصريون القدماء في التحنيط، وتركوا بسيناء آلاف النقوش التذكارية التي تخلد ذكراهم، واستمر دورهم الحضاري حتي بعد انتهاء دولتهم سياسيًا في البتراء بالأردن عام ١٠٦م وأصبحوا جزءًا من الولاية الرومانية ومن أهم آثارهم  مركز تجارى كبير بقصرويت بشمال سيناء.