عقدت مكتبة القاهرة الكبرى، مساء اليوم الأربعاء، ندوة ثقافية بعنوان: "العمارة المملوكية.. مدرسة السلطان حسن نموذجا"، وذلك بمناسبة اختيار مدينة القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2022، وفى إطار الاهتمام بالتراث العربي الإسلامي، أدار اللقاء يحيى رياض، نائب مدير المكتبة.
تحدث فى اللقاء الدكتور طارق والي، خبير التخطيط العمراني، مدير مركز طارق والي للعمارة والتراث، عن تاريخ مسجد ومدرسة السلطان حسن والذى هو من أضخم مساجد مصر عمارة وأعلاها بنياناً، حيث أنشأه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في الفترة ما بين عامي (757هـ/1356م) و(765هـ/1363م), وتقع هذه المدرسة في نهاية شارع محمد علي أمام جامع الرفاعي بميدان القلعة "ميدان صلاح الدين".
وذكر المؤرخ المقريزى فى كتاباته عن بناء المسجد الذى يرجع إلى القرن الخامس عشر الميلادى، ان الأوبئة التي أثرت على السكان في ذلك الوقت حالت دون استكمال بناء المسجد، وتجاوز إجمالى تكلفة المشروع المليون دينار، نظرًا لأن المشروع تم تنفيذه على هذا النطاق الهائل مما جذب العديد من الصناع والحرفيين من مختلف أقاليم الدولة المملوكية .
استخدم مسجد السلطان حسن كحصن نظرا لقربة من القلعة إذ كانت تطلق من فوق سطحه المجانيق على القلعة عندما تثور الفتن بين أمراء المماليك البرجية مما دفع بعض سلاطين المماليك إلى التفكيرفى هدمه بصورة جدية .
يتكون المسجد من صحن "ساحة مفتوحة" أوسط مكشوف، ويحيط بالصحن أربعة إيوانات "مساحة مربعة أو مستطيلة مغلقة من ثلاثة أضلاع ومفتوح ضلعها الرابع بالكامل", وفي زوايا الصحن الأربعة يوجد أربعة أبواب توصل إلى المدارس الأربعة خصصت لتدريس المذاهب الإسلامية السّنية الأربعة .
تعرض المسجد للعديد من عمليات الترميم وإعادة البناء على مر العصور حتى القرن العشرين كمعظم المعالم الإسلامية في القاهرة, وأهم ما يميز المسجد القباب الداخلية والخارجية ذات الزخارف الرائعة وتصميمها المعماري المميز والذى ربما استوحى من الفنون والعمارة الأرمينية .