لم يكن مستريح أسوان وحده بل هو حلقة قد تكون الأخيرة ضمن سلسلة من العصابات التى تخصصت النصب على المواطنين والتى ظهرت فى المجتمع المصري، وبحسب الإحصاءات الصادرة عن إدارة الأموال العامة التابعة لوزارة الداخلية المصرية، فقد بلغت حصيلة ما جمعه ٢٥ محتالا من المواطنين خلال الأعوام الماضية نحو ٥ مليارات جنيه، وخلال الأسابيع القليلة الماضية ظهر فى مصر أكثر من ٣٢ «مستريحا» بمختلف المحافظات، الأمر الذى جعلنا نعود لبداية القصة.
ففى سبعينيات القرن الماضى كانت بداية القصة عندما ظهرت "شركات توظيف الأموال"، وأشهرها "الريان"، «السعد» و«الهدى»، وهذه الشركات تحصلت على أموال من «المودعين» بغرض «استثمارها» مقابل عائد مادى عالي، بالمقارنة بأسعار الفائدة فى البنوك، وبالرغم من اختفاء ظاهرة "شركات توظيف الأموال" بهروب أو سجن من كانوا يعملون فيها، بعد أن عجزوا عن الوفاء بوعودهم بدفع الفوائد أو رد أموال المودعين. وتسببت قضاياهم وقتها فى هزة اقتصادية واجتماعية كبيرة للمجتمع المصري، بعد أن تبخرت أموالُ الناس فى مُضاربات وهمية وتجارة فى أسواق الذهب والبورصات العالمية بطريقة عشوائية غير مدروسة.
نبيل البوشى.. بداية القصة
وبعد عقود من اختفاء «شركات توظيف الأموال» ظهرت العديد من حوادث النصب على المواطنين، وكان بدايتها فى نهاية ٢٠٠٨، ظهر رجل الأعمال نبيل البوشي، كبير مسئولى شركة اوبتما لتداول الأوراق المالية، كأبرز من نصبوا على المواطنين، بحصيلة أموال قدرت بـ٦٠ مليون دولار، وكان من بين ضحاياه مسئولون كبار ونجوم فن ورياضة وغيرهم من المواطنين وصغار المستثمرين، فيما أشارت تقارير إلى أنه إجمالى المبالغ التى استولى عليها البوشي، بلغت نحو ٢٥٠ مليون دولار، من مشاهير ورجال أعمال مصريين وإماراتيين وأجانب.
أحمد المستريح
وفى ٢٠١٤، عادت هذه الظاهرة لتطل برأسها من جديد عام ٢٠١٤، من خلال أحمد مصطفى، الذى اشتهر بلقب "المستريح"، واستطاع أن يجمع من أهل قريته فى صعيد مصر أكثر من ٥٣ مليون جنيه لاستثمارها فى تجارة بطاقات شحن الهواتف المحمولة، وتم القبض عليه فى ٢٠١٥، وحصل على حكم نهائى بالحبس لمدة ١٥ عاماً ورد ٢٦٦ مليون جنيه للمدعين بالحق المدنى فى قضايا تتعلق بالاحتيال المالي، ومنذ ذلك الحين أطلق لقب «المستريح» على كل مرتكبى أمثال هذه الجرائم من السرقة والنصب.
مستريح المنيا
وفى ٢٠١٥، ألقت قوات الأمن القبض على مستريح المنيا، ويدعى أشرف «س. ب» ٤٠ سنة «ترزى رفة»، بعد الاستيلاء على ٢٠ مليون من أموال المواطنين بدعوى توظيفها فى تجارة مستحضرات التجميل، والحصول على عائد مضاعف.
مستريح المنوفية.. جمع ٢٠٠ مليون جنيه و«انتحر»
وفى قرية زوير بمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، ظهر مستريح جديد ويدعى «محمد.ع»، ٤٠ عاما، عاطل، والذى نجح فى جمع أموال تتراوح من ١٦٥ مليون جنيه إلى ٢٠٠ مليون جنيه من المواطنين، وبعدما فشل فى سداد أرباح المودعين عثر عليه داخل شقته بمنطقة الزيتون فى القاهرة، ليموت منتحرا.
مستريح السويس
زعم أنه سيوظف عدد من الشباب بأحد الشركات الخاصة بالسويس، ليستولى على ٤٠ مليون جنيه، ليلقب بـ«مستريح السويس» تحت مزاعم النصب على الشباب على أساس توظيف أموالهم فى شراء الشاليهات بالعين السخنة.
مستريح الاسكندرية
أثار الجدل بشدة آنذاك، حيث استولى أشرف أبوالفضل، على ١٤ مليون جينه، ومن خلال البلاغات التى تقدمت للمباحث، اتضح أن النصاب يمارس النشاط الإجرامى على المواطنين من خلال النصب والاحتيال لتحقيق الثراء السريع الفاحش، بالاستيلاء على أكبر قيمة ممكنة من المال.
مستريح القليوبية
كانت قد تلقت أجهزة أمن القليوبية ٥ بلاغات من مواطنى مركز ومدينة قليوب، إتهموا فيها شخصا وزوجته وشقيقه بالنصب عليهم، والاستيلاء منهم على مبالغ مالية كبيرة، بحجة توظيفها فى تجارة الزيوت والخردة مقابل أرباح مالية، وفجأة اختفى المتهم الرئيسى وتوقف عن صرف الأرباح المتفق عليها، بينما ادعت زوجته وشقيقه عدم معرفة مكانه.
مستريح المنيا الجديد
وفى المنيا، تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على مستريح جديد بتهمة النصب، وكان يعمل مدرسا فى إحدى مدارس المحافظة، وذلك عقب قيام عدد من الأهالى بتحرير محاضر ضده، وتباشر أجهزة الأمن التحقيق معه، وجمع من أهالى المحافظة وخارجها أكثر من ١.٥ مليار جنيه.
مستريح الشرقية
وفى محافظة الشرقية، تمكنت أجهزة الأمن من القبض على مستريح آخر لقب بـ«الشيخ حسني» وجمع نحو مليار جنيه من ضحاياه.
محافظة الغربية
وأيضا فى محافظة الغربية، نجحت أجهزة الأمن فى القبض على مستريح آخر، يعمل مهندسا زراعيا، وجمع نحو ٥٠٠ مليون جنيه من المواطنين.
مستريح القليوبية
تمكنت أجهزة الأمن من ضبط مستريح ثالث فى محافظة القليوبية، كان يعمل «جواهرجي» وجمع من المصريين نحو ٣٠ مليون جنيه.
مستريح سوهاج
وفى الصعيد، نجحت أجهزة الأمن فى القبض على مستريح آخر، أطلق عليه «الدكتور أحمد» وجمع من المواطنين نحو ١٤ مليون جنيه، وكان أقلهم فى الأموال التى حصل عليها من المواطنين.
مستريح مصر الجديدة
لم يكن قطاع السيارات بعيدًا عن النصب والاحتيال وظهور «مستريح جديد»، وهذا ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية بالقاهرة، وقيامها بالقبض على "نصاب" قام بتمثيل دور تاجر وصاحب معرض سيارات، للحصول على ٨٨ مليون جنيه من المواطنين لتوظيفها فى تجارة السيارات.
مستريح الغربية
جمع المتهم «بهاء. ال» من ٩٠٠ أسرة بقريتى محلة حسن ومنشأة الأمراء التابعتين لمركز المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، ١١٠ ملايين جنيه بزعم توظيفها فى عدة مشروعات مختلفة، والحصول منها على فوائد شهرية تساعدهم على المعيشة، ولكن فوجئوا بهروبه.
مستريح الإسكندرية الجديد
وظهر مستريح جديد فى مصر، وبالتحديد فى الإسكندرية، يدعى «رءوف. ع»، ٣٨ عاما، واستولى على قرابة ٥٠ مليون جنيه من المواطنين.
مستريح البلينا- سوهاج
استولى الشيخ «ع» مستريح البلينا بمحافظة سوهاج على حوالى ٢٦٥ مليون جنيه من عشرات المواطنين من أبناء مركز البلينا والمراكز المجاورة؛ بحجة استثمارها فى إكسسوارات المحمول والأجهزة والأدوات الكهربائية والمستلزمات الطبية.
«مستريح المعمارية»- أسوان
ويبدو أن «المستريح» فكرة لا تموت، فقد كشفت وزارة الداخلية عن أنه خلال حملتها بأسوان تم رصد تردد عدد آخر من المواطنين أمام منزل شخص آخر «مقيم بقرية المعمارية لقيامة بذات النشاط الإجرامى»، وقد تم ضبطه وبحوزته ٣ مليون جنيه، وتبين حصوله على قرابة «٥٠ مليون جنيه» من المواطنين بزعم توظيفها.
«مستريح السباعية»- أسوان
كما قامت إحدى الارتكازات الأمنية بضبط عنصر إجرامى «له معلومات جنائية- مقيم بقرية السباعية بمركز إدفو بأسوان وبحوزته ٢،٥ مليون جنيه» حال محاولته الهرب وتبين حصوله على مبلغ ١٠ ملايين جنيه من المواطنين بزعم توظيفها.
«مستريح الغربية»
ونجحت أجهزة وزارة الداخلية فى القبض عليه بعدما تخصص فى الاستيلاء على مبلغ ٤٠٠ مليون جنيه خلال حوالى ٤ سنوات من المواطنين بزعم توظيفها.
«مستريح البساتين»
كما ضبطت أجهزة الأمن «مستريح البساتين»، وهو مقاول وشريكه فى منطقة البساتين، بعد أن جمعا من ضحاياه ٤٠ مليون جنيه، عبر الادعاء بتشغيلها واستثمارها فى مجال العقارات نظير أرباح، إلا أنهما تخلفا عن الالتزام بذلك، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطهما وبحوزة أحدهما مبلغ مالى قدره خمسة ملايين جنيه.
كما أوقعت أجهزة الأمن «مستريح البيتكوين»، والذى يحاكم أيضا أمام القضاء بعدما استولى على ٢٠٠ مليون جنيه من ما يقرب من ٣ آلاف مواطن، بحجة استثمارها فى العملات المشفرة.