صباحُك ماؤهُ نورٌ وعنبَرْ
وغايةُ شأنهِ اللآلاءِ كوثَرْ
فمهمَا كنتُ مشغولا بهمٍّ
فًشُغلِى فى همومكِ ذاك أكثرْ
ومَا دنيايَ إلا محضُ دربٍ
بدونكِ كلّهُ خطٌّ معفَّرْ
تُرابٌ تِبرُهُ البرَّاقُ وهمٌ
فمهمَا جمَّلَ المسعَى تغبَّرْ
فوردُكِ فِى خدودِ الصِّدقِ حسنٌ
ووردُ النَّاسِ خدَّاعٌ وأصفَرْ
وعطرُ العطرِ مهما فاحَ مسكًا
فمسكُ يديكِ فى الأحلامِ أعطَرْ
فيَا ليلايَ أسماءُ المعَالِي
لدَيكِ غزيرَةُ الغَيْثِ المُكَرَّرْ
وشِعرُ الشِّعرِ فى لغَتِى سلاحٌ
تقلَّدَهُ الفتَى الملهوفُ عَنتَرْ
ليفتحَ فى القصيدِ لديكِ ملكًا
بمُلكِ المُلكِ طُرًّا لا يُقَدَّرْ
يُفسِّرُ عقلُكِ الجبّارُ شُغلِي
بهمّكِ أنَّهُ أنَّى يُفَسَّرْ؟!
فكَيفِ وأنتِ كَونُ الكَونِ عندِي
وحَالُ الحالِ والقَدَرُ المُقَدَّرْ؟!
أمَا تدرينَ أنَّ العيشَ رهنٌ
لديَّ لدَيْكِ والمكنونُ أكثَرْ؟!
وأنَّ خرائبَ الدُّنيَا رمَتْنِي
وعمرُ العُمرِ بعدَكِ بِى تعَمَّرْ؟!
ودربُ الدّربِ قبلَكِ كانَ قفرًا
وحينَ بَدَوْتِ أسفَرَ ما تخَضَّرْ!
فمَا مسَّت عيونُكِ رملَ وادٍ
من اليأسِ البئيسِ الحظّ أثمَرْ
ومَا نبضَ الكلامُ لديكِ إلا
نصوحًا واثقَ الدَّربِ المعبَّرْ
فخّلى عنكِ حزنَ النفسِ جنبًا
وصَفّى بسمةَ البئرِ المُكدَّرْ
ومهمَا تَكبُرُ الدُّنيَا همومًا
فلا تَهِنى فإنَّ اللهَ أكبَرْ