مع الضوء الأول للشمس معلنة عن نهار جديد، كان "حازم" الشاب العشريني، يستيقظ لممارسة عمله اليومي المعتاد كسائق علي مركبة توك توك، يجوب الشوارع والميادين بحثاً عن الرزق الحلال، بدائرة قسم شرطة ثان أكتوبر، ليعود في المساء لعائلته محملا ببشاير الخير، لكنه لم يدر أن الراكضين خلف لقمة العيش أحيانًا يدفعون حياتهم ثمنًا في سبيل الحصول عليها، وهو ما حدث معه بالفعل، إذ استدرجه لصين بحجة توصيلهم لأحد الأماكن، وعندما وصل بهما إلى المكان طلبوا منه مساعدتهم في انزال بعض قطع الاثاث المنزلي من داخل شقة، وفور صعوده تعدوا عليه بالضرب ، وعند قيامه بمقاومتهم قتلوه وألقوا جثته على جانب الطريق بعدما وضعوها داخل شنطة سفر، واستولوا على "التوكتوك"، وفروا هاربين.
كواليس الجريمة المأساوية بدأت بتلقي المقدم مصطفي كمال رئيس مباحث قسم شرطة ثان أكتوبر بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها العثور على حقيبة سفر ملقاة بأحد الشوارع الجانبية بدائرة القسم، وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين أن الحقيبة بداخلها جثة "حازم م" في منتصف العقد الثاني من عمره، يعمل سائق توك توك، به آثار خنق ومكبل اليدين والقدمين ووجود لاصق علي فمه، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وبتشكيل فريق بحث توصلت جهوده إلي أن وراء ارتكاب الجريمة عاطلين بهدف سرقة التوك توك ملك المجني عليه حيث استوقفاه بزعم توصيلهما واستدرجوه داخل أحد الشقق بعقار بحجة مساعدتهما في إنزال بعض قطع الأثاث المنزلي ثم تعدوا عليه بالخنق والضرب بسلاح أبيض وشومه ووضعوه داخل ملاية بشنطة سفر وتخلصوا من الجثة بمحل العثور عليها.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبطهما واقتيادهما إلي ديوان القسم وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة علي النحو المشار إليه وتم بارشادهما القبض علي عاملين سيئا النية قام الجناة ببيع المركبة لهما، وتم إتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات