لا صوت يعلو فوق صوت الورش، فهناك النحاسين يعملون طوال اليوم، وهناك صناعي الآركت وغيرها من المهن المصرية القديمة التي تترك بابها الحداثة، من بين هذه المهن كانت مهنة "الخيامية" التي عرفت باسمها منطقة في مصر القديمة، والتي اشتهرت ببيع الخيم والتي كانت يخرج منها كسوة الكعبة المشرفة قبل سنوات طويلة.
ولكن اليوم ورغم الحداثة التي طرأت على العالم إلا أنه نجد متمسكون بها رغم عائدها المادي الضعيف، ومن بين الصنايعية الجالسون في المنطقة والذين يتابعون أعمالهم بجدية من أجل الاستعداد لشهر رمضان المعظم، كان "مجدي محمد" البالغ من العمر 54 عاما، يجلس على ماكنية الخياطة يواصل عمله، فهو منذ السابعة من عمره يعمل في صناعة الخيم، بعدما ورثها عن والده.
ويقول عم مجدي: "أنا بعمل خيم في الأساس للمصايف للرحالات في الصحراء أو الخيم بتاعة الجيش والعمال وغير ذلك، ولكن هناك صلة وطيده بين المهنة ورمضان يقول الرجل: "في رمضان بنعمل شغل مفارش رمضانية وأيضًا طبع المفارش والفراشة التي تستخدم في الأفراح وموائد الرحمن".
يضيف الرجل الخمسيني: إن الخيم الرمضانية تكون من خلال العرض والطلب، حيث يأتي العديد من المواطنين يطلبون خيم لرمضان للفطار بداخلها أو السحور كنوع من السرور بهذا الشهر الفضيل، على حسب الزبون ما يريد المقياس يتم تصميم الخيمة، في خيم 4 في 4 وذلك على حسب المطلوب.
ويتابع مجدي "أنهم يستقبلون رمضان منذ بداية شهر رجب حتي نصف شعبان، حيث يطلب الكثير من المواطنين المفارش التي منقوش عليها الرسومات الرمضانية، وكذلك الخيم:" الزهوه والاشتياق لرمضان بتكون في الخيمة العربي وذلك لما فيها من البساطة والجمال، فيها مخدات وجلوس على الأرض، وفيه ناس بتيجي تشتري خيم صغيرة للأطفال، وكذلك من شتى محافظات الجمهورية"، مشيرًا: أن عمله في رمضان لم يقتصر على الخيم فقط، ولكن يعمل العديد من الأشياء الأخرى الجزمات التي تستخدم في حفظ الأحذية والإكسسوارات، والتيلفونات وذلك بحسب المتطلبات".
واختتم الرجل الخمسيني، "أن رمضان يختلف تماما من عشرين عاما وبين هذه الأيام، فحاليا يوجد غلاء أسعار الذي هو سبب في قلة البيع والشراء، فلم يعد هناك إقبال على شراء هذه المنتجات منذ 20 عاما، وبالتالي في قلة في عملية البيع والشراء، زمان كانت الخيمة مثلا تباع بـ1000 جنيه، دلوقتي دلوقتي قد تصل لـ3000 آلاف جنيه، ولكن أيام رمضان يكون العمل فيها طبيعيا حتى الفطار أفطر في المنزل وارجع شغلي، ولكن لابد من الذهاب للسيدة نفسية، وكل سنة وانتم طيبين ويارب رمضان جميل عليكم وعلى أمة محمد"