قالت الدكتورة مروة محمد الباحثة في الهندسة النووية والإشعاعية بهيئة الطاقة الذرية، إنه جرى إنشاء أقسام للهندسة النووية بالعديد من الجامعات المصرية، ومن أشهرها القسم الموجود في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية الذي يتولى تخريج أجيال من المهندسين الذين يتعاملون مع الطاقة النووية، ولا يختص قسم الهندسة النووية والإشعاعية بكلية الهندسة في جامعة الإسكندرية بالدراسات المتعلقة بالمحطات النووية فحسب، بل أيضا بالأبحاث في مجال النشاط الإشعاعي والذي يستخدم في العديد من التطبيقات الأخرى غير صناعة الكهرباء.
وأضافت محمد في تصريحات صحفيه اليوم الأربعاء، أنه تنقسم الدراسة في القسم إلى مجالين، هما المجال النووي والمجال الإشعاعي ، ويدرس طالب المجال النووي، الذي يتخرج من الكلية مهندسًا للطاقة النووية، أساسات الطاقة النووية وكيفية إنتاج الطاقة الحرارية، والتفاعل بين الجسيمات الصغيرة التي تخرج منها طاقة حتى تتولد الكهرباء.
وتابعت: أما الطلاب الدارسين في تخصص الإشعاع، فهم يتعلمون استخدام النظائر المشعة، سواء في المجال الطبي، مثلا "العلاج و التشخيص النووي بما في ذلك قياس الجرعات وتوفير الحماية والوقاية للمريض والعاملين"، أو في المجال الصناعي، مثلا في شركات النفط ، وكذلك في مجال استخدام الأشعة الطبية وتحديد الجرعة الآمنة وسبل الحماية والوقاية.
وأشارت الي انه تندرج تحت مسؤولية هيئة الطاقة الذرية 4 مراكز، يأتي على رأسها مركز البحوث النووية (أقدم مركز ومقره في أنشاص) والذي يعمل على وقود نووي منخفض التخصيب تورده شركة "روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية. وتشمل أهم مجالات أنشطة المركز العلوم النووية الأساسية واستخدام المفاعلات ومواد المفاعلات النووية وتطبيقات النظائر المشعة فى مختلف المجالات. وهناك أيضا مركز المعمل الحار في أنشاص الذي يتولى مهام التطوير في مجال إدارة النفايات المشعة لمختلف التطبيقات.
وأضافت أن هيئة الطاقة الذرية تضم المركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع المسؤول عن البحث والتطوير باستخدام الأشعة المؤينة في مجالات الصحة والزراعة والبيئة والغذاء، وكذلك مركز بحوث الآمان النووي والإشعاعي المسؤول عن الدراسات الفنية الخاصة بأمن وأمان المصادر الإشعاعية والمنشآت النووية.
وقالت أنه مع تطور البرنامج النووي المصري، يزداد عدد التخصصات المرتبطة بمهن صناعة الطاقة النووية، وبينها علماء ومهندسو توليد الطاقة النووية ومصممو المحطات النووية ومشغلو لوحة التحكم في المحطة، وكذلك مهندسو وعمال تصنيع وتجمیع الأجزاء المنفصلة للمفاعل النووي، ومهندسو وفنيو الكهرباء، إضافة إلى أنواع الأنشطة المتعلقة بوضع القوانين والقواعد الخاصة بمعايير المراجعة ومتطلبات بناء المحطة الطاقة النووية.
وأوضحت أنه في غضون استمرار مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية يجري العمل على تدريب الأخصائيين العاملين بالمحطة مستقبلا، في فرع الأكاديمية التقنية لـ"روساتوم" في مدينة سانت بطرسبرغ. ومن المقرر أن تقوم "روساتوم" بتدريب نحو 1700 أخصائي مصري إجمالا في إطار تنفيذ المشروع حتى عام 2028. وينفذ البرنامج التدريبي في الأكاديمية التقنية لـ"روساتوم" بروسيا وفي مركز التعليم والتدريب بمحطة الضبعة النووية في مصر. ويتيح البرنامج للمتدربين ليس إمكانية التعرف على الجانب النظري من الدراسة فحسب، بل أيضا يوفر فرصا لاكتساب المهارات والخبرات العملية الحقيقية عن طريق التدريب الميداني في محطات الطاقة النووية الروسية.
وأضافت أنه توجد العديد من الوظائف التي ليست لها علاقة مباشرة بالمحطات النووية، ولكنها ترتبط بالصناعة النووية، مثلا في المجال الإشعاعي - علماء الهندسة الجينية الذين یعملون علی تحسین الأنواع الحالية من النباتات وتربية أنواع جديدة منها. وفي مجال الطب النووي الذي تستخدم فیه المواد المشعة للكشف عن الأمراض وعلاجها، يعمل الأطباء الذين يتولون التشخیص وتحديد العلاج باستخدام المستحضرات الطبیة المشعة، بينما يحسب الفیزیائي الطبي الجرعة العلاجیة، ويمارس أخصائي الأشعة العلاج بالإشعاعات، ويتعامل أخصائي الكيمياء الإشعاعیة مع الأدویة الإشعاعیة.