الصيام هو أهم الفرائض وأكثر قدسية في الإسلام، ويُعني التوقف عن الطعام والشراب وكل الشهوات التي تجذب النفس، وفُرض على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، في شهر شعبان، وكلمة رمضان مشتقة من كلمة المرض، وتُعني الحجارة شديدة الحر، بسبب حرارة الشمس، وسُمي برمضان لأنه أتى في وقت شديد الحر حيث تُسمى الشهور القمرية على حسب الوقت الذي وقعت فيه، والصيام فرض على المسلمين مثلما فُرض على الأديان الإبراهيمية اليهودية والمسيحية، حسب الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
ويُعتبر أبو البشرية آدم –عليه السلام- هو أول من صام في التاريخ، ومن بعده نوح عليه السلام، مثلما ذُكر في كتاب «الوسائل إلى معرفة الأوائل» للإمام السيوطي، وصام آدم –عليه السلام- ثلاثة أيام من كل شهر، كما ذكر ابن عساكر عن ابن مسعود:«
الصوم الأول صامه نوح فمن دونه حتى صامه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكان صومه فى كل شهر ثلاثة أيام إلى العشاء وهكذا صامه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه».
وكان صيام أبو البشر بعد نزوله إلى الأرض وبعد دعائه لله وقبول الله توبته، فتقرب عليه السلام إلى الله بالصيام كوسيلة شكر إلى الله، وذُكر أنه صام الأيام الثلاثة من كل شهر قمري بداية من الليلة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة، واتبعه بعد ذلك في الصيام نوح عليه السلام بعدما نجاه الله من الطوفان فشكر الله واتبع آدم عليه السلام في صيامه الثلاثة أيام البيض من كل شهري عربي.