فازت جامعة المنصورة بالمرتبة الثانية بين الجامعات المصرية بحصول ٩ من اعضاء هيئة التدريس بها علي جوائز أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في دورته رقم ١٧٩ لعام ٢٠٢١.
فاز بالجائزة الكبري (جائزة النيل)، الاستاذ الدكتور أحمد شقير، استاذ جراحة الكلي والمسالك البولية، وفازت الدكتورة ماجدة نصر، نائب رئيس الجامعه الاسبق، وعضو مجلس النواب السابق، بجائزة المرأة التقديرية في مجال الصحة والعلوم الصيدلية، وفازت الدكتورة امينة ابراهيم شلبي، مقرر امانة الدقهلية للمجلس القومي للمرأة، بجائزة المرأة التقديرية في مجال العلوم الاجتماعية. وبالجوائز التشجيعية فاز ثلاثة من كلية الطب البيطري، واثنان من كلية الصيدلة وواحد من كلية العلوم. وكان لي عظيم الشرف ان تعاملت عن قرب، مع الزملاء الثلاثة الذين حصلوا علي الجوائز الكبري (النيل والتقديرية) خلال دراستي وعملي بطب المنصورة.
الاستاذ الدكتور احمد شقير، الطبيب الاول افريقيا في مجال تخصصه، والذي وهب كل حياته متفرغا لممارسة الطب والبحث العلمي في مركز غنيم بالمنصوره. تعرفت عليه أول مرة وانا طبيب امتياز في مركز امراض الكلي والمسالك البولية سنة ١٩٨٩، وكان هو مدرسًا مساعدًا. كنت أنا المساعد الثاني لسيادته وأستاذنا الدكتور البير عشم الله في العمليات، وفجأة دخل أستاذنا الدكتور محمد عنيم منفعلًا بشدة ووجه حديثه للدكتور أحمد شقير؛ "الكلب مات ليه ياشقير؟". اجاب الدكتور شقير، مش عارف ياباشا. رد الدكتور غنيم، طيب خلص وهات حسن (يقصد استاذنا الدكتور حسن أبو العينين) وتعالي نشوف الكلب مات ليه؟.
تملكني حب الاستطلاع أن أعرف قصة الكلب وسبب انزعاج أستاذنا الدكتور غنيم لوفاته!. عند الانتهاء من العملية سألت الدكتور شقير، هي ايه قصة الكلب؟ اجاب، دا كلب عملنا عليه تجربة جديدة للتحكم في التبول، بعد استئصال المثانه وعمل مثانة من الأمعاء. وكان المركز هو الأول في العالم الذي اكتشف هذه التقنيه، ولذا ادركت اهمية الكلب وأهمية التجربة. سألت د. شقير مرة ثانية، وايه يعني إما الكلب يموت؟ اجاب بنظرة كلها تعجب قائلا؛ انت فاكر الدكتور غنيم هايسبنا إلا لما يعرف ايه سبب موت الكلب، وممكن نشرحه علشان نعرف سبب وفاته!
خرجت من العمليات وانا افكر فيما حدث، وفي قيمة البحث العلمي التجريبي، واهتمام الدكتور غنيم شخصيًا بمتابعة التفاصيل المتعلقة بكل صغيرة وكبيرة في المركز.
خلال شهري الامتياز في مركز امراض الكلي والمسالك البولية، ادركت معني المركز المتكامل بمقاييس الجودة الشاملة. مركز يجمع تخصصات الجراحة والباطنة والأشعة والفحوصات الطبية المعملية، ويعمل بتكامل وتناغم منقطع النظير. مركز يحقق المعايير العالمية في التدريس والتدريب والبحث العلمي. المركز بدا لي كأنه قطعه من اوربا او امريكا، حيث نبدأ العمل من الثامنه صباحًا حتي الخامسة مساءً، واعضاء هيئة التدريس متواجدون في العيادات الخارجية وغرف العمليات، وكل طبيب مقيم له سجل بعدد الحالات التي قام بها، وجدول زمني بمتطلبات التدريب التي يتحتم القيام بها. أكثر مالفت نظري هو الاهتمام بقيد وتسجيل الحالات المرضية وتفاصيل العمليات، بنظام الكتروني محكم، تم بايدي مصرية في هذا الوقت المبكر. كذلك معامل مركزية بها احدث الاجهزة، ومركز ابحاث تجريبية علي حيوانات التجارب، في قمة الجمال والنظافة والنظام. وفي ساعات الليل، كان يتم عرض الابحاث العلمية واعدادها للنشر في اكبر الدوريات العالمية. بالاضافة الي الحرص الشديد علي المشاركة في كل المؤتمرات الدولية، والدقة المتناهية في كتابة المقالات، والامانة المطلقة في عرض النتائج، والمتابعة الدائمة لاداء كل العاملين من اطباء وتمريض وفنيين وعمال. الشئ الفريد الذي اصر عليه د غنيم، ونجح في تنفيذه هو التفرغ الكامل لكل من المدير ونوابه، ولكل المدرسين حتي ثلاث سنوات بعد الحصول علي الدكتوراة. هكذا وجدت مركز امراض الكلي والمسالك البولية منذ اكثر من ٣٠ سنة. ولذا لاغرابة ان يحصل جميع اعضاء هيئة التدريس العاملين به علي جوائز الدولة التشجيعية. وان يحصل اساتذتنا الافاضل د محمد غنيم ود محمد صبح ود احمد شقير علي جائزة النيل، واتوقع ان يحصل كل من د حسن ابو العينين والدكتور طارق الدياسطي، وغيرهم علي الجائزة الكبري في الاعوام القليلة القادمة. كما أتوقع أيضا ان يفوز استاذنا الدكتور محمد عبد الوهاب وفريق زراعة الكبد بنفس الجائزة.
الاستاذة الدكتورة ماجدة نصر، تعاملت معها وهي عميدة لكلية الصيدلة، وكانت اول كلية في الجامعة تحصل على الاعتماد الاكاديمي، وأول كلية تُنشأ معمل كمبيوتر به ٢٠٠ جهاز، كنا نستعين به في التدريس والامتحانات. وشرفت بالعمل معها وهي نائب لرئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وقائم بأعمال رئيس الجامعه بعد تعيين الدكتور السيد عبد الخالق وزيرًا للتعليم العالي، وقبل اختيار الدكتور محمد القناوي رئيسا للجامعة. بعد ذلك واثناء عضويتها لمجلس النواب، كانت سيادتها المدافع الاول عن الجامعة وادارتها. وبعد ذلك عملنا سويًا من خلال مشاركتنا لمؤسسة تطوير الدقهلية في العمل الاجتماعي للمحافظة. الدكتورة ماجدة نصر تتسم بالادب الجم، والذوق العالي، والشخصية الهادئة والعقلية المنظمة. وقبل كل ذلك تتسم بالمصداقية والعدالة وبالدقة والاخلاص في العمل، ولذا فهي تحظي بحب وتقدير واحترام كل من يتعامل معها.
والاستاذة الدكتورة امينة شلبي، استاذ علم النفس التربوي، فقد تزاملت معها في عضوية مجلس جامعة المنصورة، اثناء عمادتي لكلية الطب وعمادة سيادتها لكلية السياحة والفنادق، وبعد ذلك عندما خلفت استاذتنا الدكتورة فرحة الشناوي في رئاسة امانة المجلس القومي للمرأة في محافظة الدقهلية. الدكتورة امينة شلبي تتمتع بالهدوء والتركيز والتفكير المتزن، والحسم في العمل. وتسير علي خطي استاذتنا الراحلة فرحة الشناوي في الاهتمام بقضايا المرأة والاسرة، وتعليم الاناث، والنهوض بالمجتمع، وهي قضايا هامة تلقي اهتمام ورعاية سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي النهاية يجب ان أتقدم بالتهنئة لكل العاملين بجامعة المنصورة، وللزميل الاستاذ الدكتور اشرف عبد الباسط وادارته، ولكل من تولي ادارة الجامعة، علي مدار الخمسين سنة من عمرها. ولكل من يعمل بجد واجتهاد لرفعة رايتها داخليًا وخارجيًا، لانها بحق جامعة لها ماض عريق ومستقبل واعد.