أمامه عجين كثير ودقيق، يده لا تكاد أن تراها من سرعة العمل والضغط طوال الوقت، يقطع قطع صغيره ويمزجها بالدقيق ويلقيها بطريقة احترافية على الألواح الخشبية حتى توضع في الفرن بفتخرج رغيف عيش، هكذا ظل عماد الدين بيومي البالغ من العمر 55 عامًا، يعمل في هذه المهنة وبتلك الطريقة لـ40 عامًا في فرن بمنطقة شبرا مصر، كل ما يسعى إليه هو تحقيق حلمه في أن يكفي احتياجات أبنائه.
"معملتش من الشغلانة دي أي حاجة".. هكذا يصف الرجل الخمسيني حاله طوال السنوات الماضية، التي أفنها في العمل داخل هذا الفرن مؤكدًأ أنه يبحث عن عمل آخر يستطيع من خلاله أن يوفر الحياة الطبيعية من العيش لأبناءه الأربعة.
وعن العمل الذي يقوم به الرجل يقول: "بصحي الساعة 3.5 بالليل، وامشي 3.5 العصر، وطول اليوم شغل وفي الآخر مش مكفي بيتي العيشة بقت غالية ومش هنقول غير يارب هو اللي هتولانا برحمته، انا بنام في الفرن هنا علشان ألحق الشغل.
وعن استقبال شهر رمضان والاستعداد للعمل له: " أنا مش بصوم في رمضان علشان لو صمت مش هقدر اشتغل ساعتين على بعض، يعني أنا بقول ومش مكسوف هتكسف من الناس ومش هتكسف من ربنا سبحانه وتعالى".
ويضيف الرجل الخمسيني، أن يمتنى أن يكون هذا العام رمضان فيه من الخير والنعم الكثيرة على الجميع: "كل سنة وانتم طيبين وبخير يارب".
على مقربة منه يقف "عاطف عبد المحسن" صاحب الـ58 عاما أمام النيران يضع يده داخل الفرن بالعيش، ولا يبالي للهب النار: "أول ما اشتغلت في الشغلانة كانت تماما دلوقتي مع الغلاء ده مش عاف نعيش، أنا معايا 7 عيال ورغم اني شغال ليل مع نهار مش عارف اصرف عليهم".
وأضاف عبد المحسن:"يارب رمضان ده يكون مختلف دائما كنا بنشوف مؤائد الرحمن مش عارفين السنة دي هتكون الدنيا ازاي، احنا في رمضان بنشتغل اغلب الاوقاب بالليل علشان نقصدر نقف قدام النار واحنا صائمين".
