تهتم الصحف المصرية، وتهتم معظم جماهير الكرة المصرية، بأخبار اللاعب محمد صلاح وبتطورات عملية تجديد عقده مع فريق ليفربول والذي ينتهي في نهاية موسم 2023 أي بعد عام من الآن.
حقائق يجب ذكرها:
ـ أي لاعب مهما بلغ مستواه، هو جزء من فريق، وليس هو الفريق ولا معظم الفريق، وقد ظهر ذلك مع عظماء اللاعبين التاريخيين مثل ميسي ورونالدو ونيمار وغيرهم.
ـ محمد صلاح هو اللاعب رقم 2 في أولوية تسديد ضربات الجزاء في فريق ليفربول، بناء على قرار واختيار المدرب يورجين كلوب. ولحسن حظ محمد صلاح فإن اللاعب رقم 1 في تسديد ضربات الجزاء يكون احتياطيا أو ليس ضمن الفريق. وبالتالي فإن جزءا كبيرا من أهداف محمد صلاح يأتي من ضربات الجزاء، وهو ما يزيد من حصيلة أهدافه، ويساهم في وضعه على رأس قائمة عدد الأهداف، ولو غير يورجن كلوب هذه الأولوية في تسديد ضربات الجزاء لتغير رصيد صلاح من إجمالي الأهداف.
ـ إن بريطانيا قد أصبحت الدولة الأصلح والثقافة الأنسب لإقامة محمد صلاح وأسرته وتعليم أطفاله.
ـ إن محمد صلاح أصبح يجيد اللغة الإنجليزية، وتحتضنه مدينة ليفربول بكل تحضر واحترام.
عوامل القوة لدى صلاح:
ـ أثبت إندماجه وانجازاته مع الفريق على مدى سنوات.
ـ أثبت حُسن أخلاقه وطيب تعامله مع زملائه في الفريق ومع مجتمع ليفربول.
ـ جذب عشرات الملايين من المصريين المحبين لكرة القدم لتشجيع ليفربول، وكذلك من المشجعين العرب.
ـ خبرات متميزة في بطولات الدوري والكأس البريطاني والكأس الأوروبي.
ـ لياقة بدنية متميزة وحفاظ صارم على صحته.
ـ انتقاله الحر لأي ناد آخر بعد عام من الآن، دون حصول ليفربول على أي مقابل.
عوامل الضعف عند صلاح:
ـ يبلغ عمره عند انتهاء عقده مع ليفربول 31 عامًا، وبالتالي تقل فرصه للتعاقد مع فرق كبرى.
ـ سيبدأ كغريب في أي ناد آخر جديد، واحتياجه للتأقلم.
ـ من غير المضمون ترحيب لاعبي الفريق الجديد بمحمد صلاح والتعاون معه، كما هو الحال حاليا في فريق ليفربول.
ـ عدم إجادة محمد صلاح للغات الفرنسية والأسبانية باعتبار أنديتها الكبرى غنية وقادرة على الشراء.
ـ هناك فارق كبير بين قوة وشهرة الدوري الإنجليزي الذي يلعب له صلاح حاليا، وأي دوري أخر مثل الأسباني والإيطالي والفرنسي.
ـ جائحة كورونا والحرب الأوكرانية التي ضربت الإقتصاد العالمي ومن ثم إقتصاديات أندية كرة القدم العالمية. وبالتالي قدرة تلك الأندية على دفع مبالغ كبيرة في شراء لاعبين جُدد.
ـ ظهور عدة لاعبين صغار السن في فريق ليفربول، بمستوى متميز، وبمهارات تهديفية كبيرة.
ـ وجود نجوم اخرين لهم وزنهم وبريقهم في فريق ليفربول مثل ساديو ماني وفان دايك وغيرهم.
ـ إمكانية استغناء فريق ليفربول عن محمد صلاح، في حالة اضطراره لذلك، دون حدوث ضرر كبير (وإن كان سيحرم ليفربول من جهود لاعب مميز منسجم ومتفاهم ومهاري).
ـ لم يحقق صلاح بطولة أفريقيا 2022 مع الفريق الوطني، ولم يصل مع مصر لكأس العالم في الدوحة 2022.
ومجمل القول:
الظروف العالمية غير مواتية لإطالة أمد التفاوض بين صلاح وناديه، وكلما مر الوقت تزداد السلبيات وتقل الإيجابيات.. ومع اعتقادنا بأن مدير أعمال صلاح، قد ساهم بقوة وذكاء في نجاح المسيرة الذاتية لمحمد صلاح. إلا أن النقطة الحرجة، التي يوازن فيها هذا الوكيل بين مصالح صلاح ومصالح الوكيل، قد تضر بصلاح، خاصة أن مصلحة الوكيل ستتحقق سواء جدد صلاح مع ليفربول أو انتقل الى ناد آخر.
لقد ساهم الإعلام المصري في نقل صورة غير واقعية لآليات عمليات التجديد للاعبين المميزين. ولن تصل علاقة صلاح مع ليفربول، مثلما وصلت بين ميسي وبرشلونة، والذي تبنى ميسي منذ كان شبلا، وعالجه من معضلة ضعف النمو وقصر القامة. لكن في النهاية لم يرضخ برشلونة لشروط ميسي، الذي قضى في برشلونة من السنوات وحقق فيه من الانجازات عدة أضعاف مما قضاه وحققه محمد صلاح مع ليفربول.
ونصيحتي كخبير للتفاوض ومن وجهة نظر تفاوضية بحتة: أن يبادر محمد صلاح بخطوة يقبل فيها بعرض ليفربول، مهما كانت قيمة هذا العرض والذي من المؤكد أنه أكبر من الراتب الحالي. وبذلك يحقق صلاح العديد من الموايا على كافة الأصعدة له وللنادي ولجماهير ليفربول والجماهير المصرية والعربية.
ومن غير المتصور أن تتحول قوة التأييد الهائلة للجماهير المصرية من تشجيع ليفربول، الى تشجيع فريق آخر قد ينتقل إليه محمد صلاح. والذي لا تريد تلك الجماهير أن يتعرض لاختفاء وهيجه إذا ما انتقل لناد آخر.
إن تاريخ محمد صلاح مع ليفربول وما حققه من إنجازات وما أحرزه من أهداف، يشفع له دائما ولا يؤثر على عدم توفيقه أو عدم تسجيله لأية أهداف في عدد من المباريات.
ولنا أن نتصور ما قد يحدث لو انتقل صلاح إلى فريق جديد ولم يوفق في عدة مباريات متوالية.. من المؤكد لن ترحمه الصحف ولن ترحمه الجماهير في تلك البلاد،
أما إذا كان صلاح يمتلك وعدا مؤكدا بعقد مالي كبير في ناد آخر، يجعله يضحي بمزايا تجديده مع ليفربول، فهذه قناعاته واختياراته.