الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوصا معينة فى صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات، ينتج عنها عروض تُكتب بقصد التسلية فى فصول سهلة تنهض على المفارقة والإفيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة لدى الجمهور.
وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا؛ مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد اختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة نيوز» بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصرى»، ولم يستقر على دار نشر لطباعتها حتى الآن، حيث تضم هذه الموسوعة السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن فى المساهمة بإبداعهن فى إثراء مسيرة المسرح المصرى. وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن فى أداء الأدوار الكوميدية.
عملت ابنة مدينة الإسكندرية الفنانة سعدية حسين محمد «١٠ أكتوبر ١٩٢٦- ٢٧ يونيو ٢٠٠٨» المشهورة بـ«سعاد حسين»، فى بداياتها الفنية فى المسرح كممثلة مع الفنان يوسف وهبى بفرقة رمسيس، كما عملت فى عدة فرق مسرحية أخرى من بينها: على الكسار، ونجيب الريحانى التى استمرت بها لمدة ١٧ عامًا شاركت خلالها بأدوار رئيسة فى ٣٧ مسرحية.
شاركت فى السينما لأول مرة مع المخرج كمال سليم فى فيلم البؤساء عام ١٩٤٣، وفيلم إلى الأبد، بالإضافة إلى مشاركتها فى عدد من الأفلام حتى فترة الثمانينيات التى من بينها: «أخطر رجل فى العالم، أرض النفاق، والحب فوق هضبة الهرم، وخلال فترة التسعينيات شاركت فى بطولة بعض المسلسلات التليفزيونية التى من بينها: يوميات ونيس، المحاكمة، جمهورية زفتى، والأصدقاء.
تميزت «حسين» بصفة عامة بمهارتها فى تجسيد عدة أنماط نسائية بصورة كوميدية محببة، خاصة فى مجال المسرح من بينها شخصيات: المرأة الأرستقراطية، الطيبة المغلوبة على أمرها، الشابة الدلوعة أو المرأة اللعوب.
تزوجت مرتين، الأولى كانت من الفنان سعيد خليل وأنجبا ابنهما عمرو خليل، هكذا أشار المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، موضحا أن قصة زواجهما انتهت بخلافات شديدة وصلت للمحاكم، حيث اتهمت «حسين» زوجها بالتقصير فى التزاماته الزوجية والمادية، والاعتداء عليها بالضرب المبرح، لدرجة أنها أقدمت على الانتحار ثلاث مرات، فى حين اتهمها هو بأنها مريضة بالشهرة، وقد سبق لها أن طلبت منه الطلاق ولو لمدة شهر لتكتب عنهما الصحافة، كما حدث مع ليلى مراد وأنور وجدى، أو شادية وعماد حمدى، وأن إقدامها على الانتحار ما هو إلا وسيلة أخرى للفت أنظار الصحافة.
وبعد انفصالها بفترة تزوجت للمرة الثانية من الكاتب الساخر أنور عبد الله، وأنجبا كل من الموسيقى أشرف عبد الله، والفنانة سماح أنور، والتى شاركته فى تأسيس فرقة «مسرح الفكاهة»، وقدما خلالها ٧ مسرحيات جميعها من تأليفه، وشاركها البطولة كل من: «محمد رضا، محمد عوض، بدر الدين جمجوم، ليلى طاهر، حسن مصطفى، سمير صبرى، وحيد سيف، عبدالرحمن أبوزهرة، محمد نجم، محمد أبو الحسن، زيزى مصطفى، وسماح أنور.
مسرح سعاد
قدمت مع فرقة على الكسار مسرحيات: مرجانة عام ١٩٤٥، و«جت سليمة، خلى بالك، عمك شنطح، وفى المشمش» ١٩٤٦، و«توتة توتة، وشارع شبرا» ١٩٤٧؛ ومع فرقة الريحانى عروض: «اللى يعيش ياما يشوف» ١٩٥٦، «حماتى بوليس دولي» ١٩٥٨، «حاسب من دول» ١٩٥٩، «الدنيا ماشية كده، وحسن ومرقص وكوهين» ١٩٦٠، و«استنى بختك، خلينى أتبحبح يوم، وكل ده كان ليه؟ ١٩٦١، و«إلا خمسة، ثلاثين يوم فى السجن ١٩٦٢، «وبعدين فى كده؟» ١٩٦٣، «جوزى راح فين؟»، ياريتنى ما اتجوزت، عشم إبليس، ومع إيقاف التنفيذ» ١٩٦٤، و«سلفنى حماتك، ويا مين يخلصني؟ ١٩٦٥، «الدلوعة» ١٩٦٩؛ ومع فرقة رمسيس مسرحية «الحلق اللولي» ١٩٥٧؛ ومع فرقة «ساعة لقلبك» عرض «يا مدام لازم تحبيني» ١٩٦١؛ ومع فرقة «المسرح الفكاهي» مسرحيات: «البنات والتعلب، والفضيحة» ١٩٦٩، و«الهلفوت، زوج فى المصيدة» ١٩٧٠، «شورت ساخن جدا» ١٩٧١، «أنا ومراتى وجوزها» ١٩٧٢، «الورثة» ١٩٧٥؛ ومع فرقة عمر الخيام عرض «الفك المفتري» ١٩٧٥؛ ومع فرقة «الكوميدى شو» مسرحية «على فين يا دوسة؟ ١٩٧٧؛ ومع فرقة «المسرح الكوميدي» عرض «سيب وأنا أسيب» ١٩٧٩؛ ومع فرقة «مسرح الفن» عرض «انقلاب» ١٩٨٨؛ «نجم المسرحية» عرض «الكدابين قوي» ١٩٩٠. ومن المسرحيات المصورة التى قدمتها: «الانفجار الجميل، من يضحك أخيرا، قانون الحب» ١٩٨٠، و«مين جوز مين» ١٩٨٢، و«أسبوع عسل» ١٩٨٤، و«جواز البنات» ١٩٩٠، و«الزنقة، زواج على نار هادئة، عالم فلوس، أوعى تعكر دمك».
تعاونت من خلال مسرحياتها السابقة مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم: «يوسف وهبى، على الكسار، نجيب الريحانى، سراج منير، عبد العزيز أحمد، عادل خيرى، عدلى كاسب، أحمد حلمى، حافظ أمين، عبد المنعم مدبولى، حسن عبد السلام، السيد راضى، جلال الشرقاوى، نبيل الهجرسى، عبد الغنى زكى، رزيق البهنساوى، وزكريا صالح».
ومن بين النجوم: «على الكسار، يوسف وهبى، عايدة كامل، عدلى كاسب، مارى منيب، ميمى شكيب، محمد شوقى، عادل خيرى، نجوى سالم، آمال شريف، عمر الحريرى، تحية كاريوكا، خيرية أحمد، محمد عوض، أمين الهنيدى، محمد رضا، حسن مصطفى، ميمى جمال، كمال الشناوى، ليلى طاهر، حسن يوسف، عبدالرحمن أبو زهرة، سمير صبرى، نيللى، وحيد سيف، سمير غانم، هالة فاخر، محمد نجم، سيد زيان، ليلى فهمى، مظهر أبو النجا، فؤاد خليل، مجدى وهبة، محمود الجندى، سعيد عبد الغنى، حسن حسنى، سماح أنور».
فى السينما
ساهمت «حسين» بأداء بعض الأدوار المساعدة والثانوية المؤثرة فيما يزيد على ٣٠ فيلمًا خلال ما يقرب من نصف قرن تحديدا الفترة من ١٩٤٣ حتى ١٩٩١، ومن بين أفلامها: «البؤساء، إلى الأبد، والنفخة الكدابة، وسلوى، ملكة الجمال، الماضى المجهول، قلبى دليلى، أخطر رجل فى العالم، عودة أخطر رجل فى العالم، ليالى ياسمين، رجب فوق صفيح ساخن، البنت اللى قالت لا، ريا وسكينة، الكف، رجب الوحش، عالم مادى جدا، المساطيل، وبنت مشاغبة جدا».
دراما
أثرت التليفزيون المصرى بمشاركاتها ببعض الأعمال الدرامية منها: الصيد فى الهواء، ومتى تبتسم الدموع، الليلة الموعودة، ليالى الحصاد، أرض النفاق، اللص الظريف، والبركان، والحب وسنينه، ورفاعة الطهطاوى، والشراقى، والمحاكمة، ويوميات ونيس (ج ٢و ٣ و٤) وحكايات مجنونة، جمهورية زفتى، البر الغربى، العائلة والناس، الأصدقاء، اعترافات مصدر مسئول»، بالإضافة إلى مشاركاتها ببعض التمثيليات والسهرات التليفزيونية منها: «دعاء، والفراشة، خالتى كريمة عمو حسين، حلو وكداب"؛ كما شاركت فى المسلسلات والبرامج الإذاعية التى يصعب حصرها منها على سبيل المثال مسلسل «العتبة جزاز» عام ١٩٦٨، والبرنامج الدرامى «حياتي» فى ١٩٨٨.