الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

بداية الحكاية.. «العرقسوس» أصله فرعوني

بائع العرقسوس
بائع العرقسوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

« شفا وخمير.. يادوا الصايم.. يروي العطشان ويريح المريض ياعرقسوس» .. بظهر منحنٍ، وطاسة مألوفة يضرب عليها وهو ينادي، حاملًا على كاهله إبريق نحاس، وكأنه أمام لوحة فنية فريدة تجسد أحد أهم المهن التي تنشط في شهر رمضان المبارك.
يقبل الصائم للشراء من البائع وهو يصب من الإبريق كبير الحجم، رابطًا في وسطه حزام جلدي يغطي خصره، وفي يده الأخرى يمسك بـ « الصاجات» ليكمل الغناء في حركة سيمفونية فريدة من نوعها، وهو يرتدي زي تراثي مميز.
مر الزمن على المصريين، فغيروا عادتهم في تناول المشروبات حسب التوقيت والمناسبة، عام 1923 بعد اكتشاف مقبرة الملك «توت عنخ آمون» وجد جذور لنبات العرقسوس داخل المقبرة، والغريب في الأمر اقتصر تناول العرقسوس في الدولة المصرية القديمة على الأسرة الحاكمة فقط، فلا يستطيع عوام الشعب تناوله في العهد الفرعوني.
ويحصل على مشروب العرقسوس من نبتة تحمل اسمه، واستخدمه البابليون في العراق في تقوية مناعة الجسم، بينما عرفه أهل مصر قبل 4 آلاف عام من الآن.
ويشتق اسمه من أصل السوس، وهو نبات شجري معمر تجده في معظم بقاع الأرض بداية من آسيا ومرورًا بمصر لتصل أشجاره أوروبا، مثلما ذكر كتاب « معجم الأعشاب والنباتات الطبية» والذي رجح أن الفراعنة اعتمدوا عليه في كثير من الأمور في علاج الأمراض المختلفة، بعد أن وجدوه منقوشا على جدران المعابد.
وارتبط العرقسوس بشهر رمضان المبارك منذ قرون، لقدرته على الاحتفاظ بالماء داخل الجسم، وبالتالي يساعد الصائم على التغلب على العطش خلال اليوم، كما أنه يساعد في تبريد الجسم، ومن أهم المرطبات للمرضى بالسكرى، لخلوه من السكر، لذا يحرص الكثيرون على جعله أساسيًا وقت الإفطار والسحور.

قدم الفاطميون إلى مصر، وهم يحملون عادات ومهن جديدة لم يكن يعرفها أهل مصر، كان من بينها بائع العرقسوس في شهر رمضان، وبدأوا يوزعون العرقسوس بعد تناول الإفطار في رمضان، ثم في الفترة ما بين الإفطار إلى السحور لسد عطش الصيام.
تمر السنوات وتبدل الأحوال ويصبح بائع العرقسوس بردائه المميز كغيره من المهن التي قضت عليها التكنولوجيا والحداثة، فتجده في الشوارع التاريخية والحارات القديمة، أو داخل الفنادق السياحية يتم تقديمه كشخصية فلكلورية قديمة، ليختفي بائعه ويظل العرقسوس على مائدة أهالي المحروسة يحميهم من عطش النهار.