كانت «الأسبلة» من محاسن العصرالعثمانى لتوفير المياه العذبة للمارة والسكان، مثل «سبيل السلطان الناصر محمد بن قلاوون»١٣٢٦م، و «الوفائية» ١٤٤٢م، وأحيانا نجد منشآت ثنائية «سبيل وكتاب» لإرواء العطشى، وتعليم الأطفال القرآن، مثل «سبيل وكتاب خسرو باشا» ١٥٣٥م بعد ١٨عاما من دخول العثمانيين مصر، وسبيل وكتاب «قيطاس» ١٦٣٠ م، و«أمين أفندى هيزع» ١٦٤٦م، و«وقف أوده باشى» ١٦٧٣م، و«الأمير عبد الرحمن كتخذا» ١٧٤٤م، و«الشيخ مظهر»، و«سليمان أغا السلحدار» فى شارع المعز، قبل تقاطعه مع شارع أمير الجيوش الجوانى.
وهناك سبيل لإرواء عطش الدواب مثل سبيل وحوض «محمد أبوالذهب» ١٧٧٤م. ويذكر التاريخ الشعبى السقاء الذى يحمل «قربة الماء» الجلدية على ظهره، أو فوق حماره ليوزعها على البيوت، وكان يملأها من الأسبلة النقية المنتشرة فى الشوارع. ودارت حول السقاء حكايات شعبية كثيرة فى «ألف ليلة وليلة»، وصورته الأفلام المصرية أحيانا كمرسال للغرام، والمنقذ من السجن ايضا، وشهدت العادات الشعبية الصبايا وهن يحملن جرار الماء ويرددن الأغانى. ولا تتميز الأسبلة فى مصر، بجماليات بنائها وروعة معمارها وزخرفها فحسب، وإنما تكتسب أهميتها من الدور الاجتماعى الكبير الذى لعبته عبر العصور، ليس فقط باعتبارها الأماكن الرئيسية، التى كانت تقدم مياه الشرب النقية للمصريين فى ذلك الزمان، وإنما لما كان يقف خلفها من وازع دينى، ولا يعتبر تقديم الماء إلى الفقراء والعابرين من أفضل الأعمال وأعظمها شأناً فقط، وإنما ينطلق أيضاً من حب الخير، ورغبة صادقة من أثرياء تلك العصور، فى التواصل مع الفقراء والبسطاء من العامة، هؤلاء الذين ظلوا لقرون طويلة، يمثلون السواد الأعظم من الشعب المصرى.
وبجانب الأسبلة والكتاتيب التى أقيم معظمها طلباً للخير وأوقف عليها أصحابها الأوقاف من أراض زراعية ومبان، نجد مظهراً آخر يؤكد حرص المصريين على
الأخبار
الوقف.. تعرف على الأسبلة والحمامات في التاريخ الإسلامي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق