الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رمضان زمان| وفى الكنافة كتبوا أشعارًا «2»

كنافة رمضان
كنافة رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يترك الأدباء أى مناسبة إلا وكتبوا عنها أو وصفوها بكل ما فيها، فمنهم من نظم القصائد وآخرون لّمحوا إليها فى قصصهم أو روايتهم، بينما حاول البعض البحث والتعمق فى تفاصيل هذه المناسبة من البداية حتى النهاية. ومن بين هذه المناسبات شهر رمضان الكريم الذى أصدر الكاتب أحمد الصاوى كتابا له تحت عنوان «رمضان زمان» عرض من خلاله كل مظاهر الاحتفال بهذا الشهر من أول أيامه وحتى نهايته، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نطلّع على ما سرده الكاتب عن رمضان زمان وكيف كان يتم استقباله.. 

استكمالا للحلقة السابقة عن الكنافة والقطايف فى رمضان، فقد ذكر الكاتب احمد الصاوى فى كتابه» رمضان زمان» أن الانتشار الواسع لهذه الحلوى جعل أحد المحتسبين فى عصر محمد على باشا أن يتخذ من الآنية النحاسية المستديرة التى تنضج الكنافة عليها، أداة لتعذيب الكنفانية الذين يرفعون أسعارها بدلا من الذهاب بهم إلى ساحة القضاة.

أوضح «الصاوى» أن الأدب العربى يحوى سجلا حافلا بالقصائد التى نظمها أصحابها فى الكنافة والقطائف، وكلاهما يسوى من الدقيق المرق بالماء مع الاختلاف فى الشكل وطريقة الإعداد بعد ذلك، فى حين تكون الكنافة على شكل شعيرات طويلة تسقى بـ «القطر» أى السكر المذاب، بعد تمام نضجها نجد أن القطائف تكون على شكل الدائرة الصغيرة المخملية الملمس، ولذا سماها العرب القطائف نسبة إلى قماش القطيفة ذات الخمل، وهى تقلى بالزيت بعد حشوها وتسقى بدهن الجوز وحاليا بالقطر المذاب.

بيّن الكاتب أحمد الصاوى أن أبو الحسين الجزار الذى عاش فى العصر المملوكى أكثر الشعراء وصفا للكنافة والقطائف فقد قال فيها : سقى الله اكناف الكنافة بالقطر.. وجاد عليها سكر دائم الدر، وتبا لأوقات المخلل إنها تمر بلا نفع وتحسب من عمرى. وقد أكثر الشعراء فى وصف القطائف التى يبدو أنها كانت مفضلة على الكنافة، ولما لا وهى التى كانت على تشكل على سبيل المثال القاسم المشترك الأعظم فى الولائم التى كان الفاطميون فى مصر يقومنها فى الأفطار والسحور، إضافة إلى اهتمام بحشوها بأنواع النقل وغمرها بعد القلى فى دهن الجوز، وإلى جانب الكنافة والقطائف اشتهرت «الزلابية» كواحدة من حلواء رمضان التى يكثر عملها خلال هذا الشهر وإن كانت أقل حظا من سابقتيها.

ومن أصناف الحلوى التى كان يألف العرب أكلها فى شهر رمضان «الفالوذج» وهى تعمل من الدقيق والماء والعسل، وحسبما جاء فى المعاجم اللغوية فهى لفظة معربة عن » بالوذة»، وكذلك «اللوذينج» وهو نوع يشبه القطائف، وكان العرب يسمونه قاضى قضاة الحلاوات، وقد قال البعض أن التمر يسبح فى البطن فرد عليه آخر على هذا التقدير» اللوذينج» يصلى فيها التراويح.

رموز مصر القديمة

من معالم عظمة مصر وتقدمها، أنها عرفت الإله الواحد، وقدّسته بل وتقرّبت له وقدمت له القرابين، واتخذت مقدسًا من نبات أو طير أو حيوان واعتبرته رمزًا للخير الذى فاض به الرب على شعب مصر، بل ورفعت هذا المُقدس وأعلت من شأنه وبنت له المعابد ونقشت رموزه على جدران المعابد وأطلقت عليه لقب الإله. لم يكن لقب الإله الذى أطلق على هذه المقدسات مقصود به الإله الأكبر خالق الكون، وإنما إله خاص بشأن معين من شئون الحياة، كالزراعة والخصوبة، والنيل، والهواء، كنوع من أنواع العرفان والشكر لهذا المُقدس وفق المعتقد المصرى القديم. خلال الشهر الفضيل تصحبكم «البوابة» فى رحلة للتعرف على أشهر مقدسات مصر القديمة.