رغم أن الاتحاد الدولى لكرة القدم لم يعترف به إلا فى العام ١٩٩٨، إلا أنه وفى العام ١٩٢٨ تأسس اتحاد كرة قدم فى فلسطين.
بدأت القصة حين كانت كرة القدم لعبة شعبية فى شوارع فلسطين تكونت من خلالها عدد من الفرق الفلسطينية من عدة مناطق مختلفه كالقدس والجليل، فى المقابل كانت هناك فرق يهودية قبل إعلان الكيان المحتل، منها «ماكابي» والذى يعد من أقدم الأندية اليهودية الذى غير اسمه فيما بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلى إلى «ماكابى تل أبيب» حيث كان أول الأندية المدعومة من الحركة الصهيونية، كما كان هناك بعض الفرق البريطانية العسكرية التى لعب فيها جنود الانتداب البريطانى فى ذلك الوقت.
وتشكل أول فريق كروى فلسطينى عام ١٩٠٨ فى مدرسة الروضة فى القدس، ليأتى تأسيس الجمعية الفلسطينية لكرة القدم فى العام ١٩٢٨، ومن ثم تأسس الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم بشكل رسمى عام ١٩٣١ والذى أعيد تأسيسه فى سبتمبر عام ١٩٤٤وشاركت فلسطين فى منتخبها القومى التصفيات المؤهلة لكل من كأس العالم ١٩٣٤ وكأس العالم ١٩٣٨ تحت اسم منتخب «فلسطين/أرض إسرائيل».
وبحسب الكاتب عصام خالدى صاحب عدة مؤلفات حول الرياضة فى فلسطين، فإن الفلسطينيين أعربوا عن استيائهم تجاه الممارسات اليهودية «صهيونية الهدف» فى مجال كرة القدم، ومن ثم كان المنتخب الذى واجه نظيره المصرى فى ١٩٣٤ تشكل من اليهود والجنود البريطانيين فقط. أحصت الفيفا المباريات التى خاضها هذا المنتخب فى ثلاثينيات القرن العشرين ضمن رصيد المنتخب الإسرائيلى وليس المنتخب الفلسطينى بداعى أنه «وفد يهودى.
وفى خلال تلك السنوات حاول اليهود تهميش العرب والفلسطينيين فى تلك الرياضة ففى عام ١٩٢٤ شكل اليهود ما يسمى بمنظمة كرة القدم للأندية من أجل ضم جميع الأندية الصهيونية وتنظيم عملها، ومنذ عام ١٩٢٥ سعى بعض قادة منظمة المكابى منظمة رياضية أسست فى أوروبا ثم انتقلت إلى فلسطين - أن يضموا منظمتهم إلى الاتحاد الدولى للرياضيين الهواة. ولكن مساعيهم باءت بالفشل لأن (المكابي) لم تكن تمثل العرب والإنجليز واليهود فى فلسطين بشكل متساو. بالتالى فإن هذه المحاولة الفاشلة لم تثن من عزيمة جوزيف ياكوتيلى القيادى البارز فى المكابى، فمنذ بداية عام ١٩٢٥ حاول » ياكوتيلي» أن يكسب عضوية الاتحاد الدولى لكرة القدم، وكانت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هذا الهدف هى تأسيس ما سمى فى ذلك الوقت ب «جمعية فلسطين لكرة القدم» فى صيف ١٩٢٨ من قبل اليهود والعرب والإنجليز.
ومن الجدير بالذكر أن تعاون اليهود مع العرب لم يأت من دافع الود، بل كل ما كانوا يسعون إليه هو تلبية متطلبات الاتحاد الدولى الذى اشترط أن تضم هذه الجمعية أعضاء من العرب.
وفى يونيو ١٩٢٩ قبلت هذه الجمعية فى اتحاد كرة القدم العالمى (FIFA)، وما إن أصبحت (هذه الجمعية) عضوًا فى الاتحاد الدولى حتى بدأت مرحلة تهميش العرب من الساحة الرياضية من خلال تفرد اليهود فيها، فهم لم يلتزموا بالقوانين الداخلية، فمن خلال تعاونهم مع البريطانيين استطاعوا الهيمنة على هذه الجمعية وإعطائها الطابع الصهيونى سواء بجعل أنفسهم غالبية فيها أو بإدخال اللغة العبرية والعلم العبرى فى شعارات هذه الجمعية.
البوابة لايت
أكبر من عمر الاحتلال.. مسيرة الكرة الفلسطينية بدأت قبل ١١٤ عامًا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق