رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية الكنافة.. من طعام الملوك لفرن أمام كل منزل

الكنفاني
الكنفاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمتلك مصر ما لا تمتلكه دولة أخرى في طقوس رمضان، ولو صادفك سوء حظك أن تقضي رمضان خارج المحروسة، فهي تضفي على الشهر الكريم لونا آخر، يجعل روحك تذوب بين جدرانها، يقف وحوله العشرات، يلتفون حوله، ينتظرون أن يخرج لهم ما تطيب له النفس، وتسعد به البطون « الكنفاني» إحدى المهن الرمضانية التي تنتشر في شوارع مصر ما أن تقول دار الإفتاء غداً المتمم لشهر شعبان، وبعد غد يحل شهر الخير، وقتها يحل الكنفاني في حارات القاهرة، وأزقة شوارعها.

أينما تولي وجهك على مائدة إفطار في مصر بمختلف طبقاتها الاجتماعية، تجد الكنافة تتوسطها، فاكتسبت هذه المهنة مكانة فريدة في رمضان، ضمن أهم المهن الرمضانية، نصبة بالطوب الأحمر والأسمنت، قبل أن تتدخل التكنولوجيا في هزيمة "الكنافة البلدي" يقف الكنفاني يوزع الخيوط على "صاج" من الحديد يتخذ دوران القمر بعد اكتماله، يراقب الجميع الخيوط البيضاء، وينتظرون خروجها، كانت بداية الحكاية هذه المرة من القاهرة عندما قدم الخليفة الفاطمي إلى مصر لحكمها، فما زال المصريون يتذكرونه في أشهر شوارعها بجوار الإمام الحسين عليه السلام، يتجولون فيه ليستنشقوا هواء القاهرة الفاطمية، عندم قدم المعز لدين الله الفاطمي أرض مصر قادماً من تونس، كان أهلها في انتظاره، يحملون المشاعر الطيبة له في شهر رمضان، وليحسنوا الاستقبال حملوا الهدايا إليه والحلوى، وفي مقدمة ذلك كانت الكنافة هي الهدية الأكثر تميزاً قدمها أهل المحروسة للخليفة الفاطمي، فأصبحت وقتها أحد مظاهر استقبال الشهر الكريم، بينما قال آخرون إن الكنافة كان ظهورها من قبل أهل الشام، عندما قدموها لخليفة المسلمين وقتها معاوية بن أبي سفيان، حينما تقلد ولاية الشام، وكان يعاني من ألم في البطن فنصحه طبيبه « ابن آثال» أن يتناول طعاماً يتكون من خيوط بيضاء، سيشعر بالراحة بعد تناوله عقب الإفطار، بينما رجح فريق ثالث أنها ظهرت في عصر المماليك.

وكثيرون لا يعلمون أن تناول الكنافة اقتصر في عصر المماليك على أن تكون على موائد الأمراء والملوك، ومع انتقال اسمها للعامة بدأ الملوك يوزعونها على الفقراء خلال الشهر المبارك، وانتقل سر عملها للجميع، وبدأت تنتشر بعد أن قام العامة ببناء « فرن» لصنع الكنافة أمام منازلهم.

وتواجه الكنافة أزمات التكنولوجيا بعد دخول الأفران الحديثة بدلا من الصناعة التقليدية للكنافة في السابق.