بدأت أول موجات الهجرات اليهودية الاستيطانية للأراضي الفلسطينية في عام ١٨٨٢ واستمرت حتى سنة ١٩٠٣، حيث بنيت أول مستوطنة في تاريخ الكيان المحتل عام ١٨٧٨ تحت اسم "بتاح تكفا" وكان عدد سكانها لا يتجاوز المئات ولا يشكلون أي نسبة تذكر في أرض فلسطين.
في ذلك الوقت كانت فلسطين دولة لها اسمها وتاريخها على عكس ما يروج له الاحتلال أنها كانت أرض تابعة لا مالك لها.
وخلال رحلة البحث في الوثائق وجدنا المئات من الطلبات التي قدمها يهود مهاجرون يلتمسون فيها من الحكومة الفلسطينية التجنيس بالجنسية الفلسطينية.
تلك الوثيقة التي إخترنا نشرها تشير إلى طلب زوجين من يهود بولندا هاجرو ضمن موجات الهجرة إلى فلسطين عام ١٩٣٧، ويطلبان التجنيس بالجنسية الفلسطينية وذلك بناءا على قانون الجنسية الفلسطينية الصادر عام ١٩٢٥ في ظل الانتداب الانجليزي.
يوضح الوجه الأول للصورة اسم مقدم الطلب وشرح للمستند القانوني لمنحه الجنسية باللغات الثلاث العربية ، الإنكليزية والعبرية ، ومكان منح الجنسية القدس في ٢٣ مايو عام ١٩٣٧ ، وتوقيع المندوب السامي البريطاني وعلى الوجه الأول تفاصيل هوية المتقدم واسم زوجته ، وتشير إلى جنسية الزوجين البولندية.
في مرسوم ملكي عام ١٩٢٥، أصدرت بريطانيا بيانا جاء فيه: "عن البلاط الملكي في قصر بكنجهام في اليوم الرابع والعشرين من شهر تموز يوليو سنة ١٩٢٥ بحضور صاحب الجلالة الملك، الرئيس دوق لانكاستر، دوق اثول النبيل السر دونالد لندساي - ارل كروفورد وبلكارس، بما أن لجلالته السلطة والصلاحية في فلسطين بموجب معاهدات وامتيازات وعادات وغيرها من الأسباب المشروعة، وبما أن من المستحسن تنظيم شروط منح الجنسية الفلسطينية واكتسابها لذلك فإن صاحب جلالة الملك عملا بالصلاحيات المخولة له بهذا الصدد في قانون الاختصاص في البلاد الأجنبية لسنة ١٨٩٠ أو في أي قانون آخر وبعد استشارة مجلسه الخاص يرسم ما يلي... "
في ذلك القانون والمكون من ٢٧ مادة رسمت الجنسية الفلسطينية بكافة تفاصيلها والتي نصت في مادتها الأولى "
يعتبر جميع الرعايا العثمانيين المقيمين عادة في فلسطين في اليوم الأول من شهر آب سنة ١٩٢٥ فلسطينيين، وكل من تجاوزت سنه الثامنة عشرة وأصبح فلسطينيا بمقتضى هذه المادة يجوز له خلال سنتين اعتبارا من اليوم السادس من شهر أغسطس سنة ١٩٢٤ أن يختار الجنسية التركية بتقديم تصريح بذلك حسب الأصول المعينة فيما يلي من هذا المرسوم ، ومن ثم يفقد الجنسية الفلسطينية مع مراعاة أحكام هذه المادة وكل من تجاوزت سنه الثامنة عشرة وأصبح فلسطينيا بمقتضى الفقرة الأولى من هذه المادة يجوز له إن كان ينتسب لعنصر يختلف عن أكثرية سكان فلسطين، أن يختار بالصورة المذكورة فيما تقدم".