السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

الوقف.. وقف «النساء» بدأ مع أمهات المؤمنين

صورة أرشيفية..وقف
صورة أرشيفية..وقف النساء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان للنساء نصيب من الوقف كما كان للرجال، وأوقاف النساء على وجه الخصوص كثيرة وفيرة، تعود شجرة الإسهامات الوقفية النسائية الأولى إلى أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، فهن أول من أوقف من النساء، بل وتؤول أول إدارة نسائية للوقف إلى أم المؤمنين السيدة حفصة رضى الله عنها، التى عهد إليها الخليفة عمر بن الخطاب بمهمة الإشراف على أوقافه بعد وفاته.

ومن أوقاف الصحابيات رضوان الله عليهم، والنساء من بعدهم، والتى وثقها التاريخ: وقف عائشة رضى الله عنها، فقد اشترت دارًا، وكتبت فى شرائها: إنى اشتريت دارًا، وجعلتها لما اشتريتها له، فمنها مسكن.. ثم يرد بعد ذلك إلى آل أبى بكر. ووقفت أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها دارها صدقة، حبس لا تباع ولا توهب ولا تورث. ووقفت أم سلمة رضى الله عنها صدقة حبسًا لا تباع ولا توهب. ووقفت أم حبيبة، وصفية رضى الله عنهن.

وتوالت الأوقاف منذ عهد الصحابة، ففى العهد العباسى كان وقف عين زبيدة، أشهر الأوقاف؛ حيث أوقفت زبيدة بنت جعفر المنصور، زوجة هارون الرشيد، وسبلت الماء من بغداد إلى مكة، وحوى وقفها آبار وبرك ومنازل لاستراحة حجاج بيت الله الحرام، وتوفير الماء خلال مسيرهم، وما زالت آثار تلك الوقف ماثلة للعيان. 

ووقفت «خاصكى سلطان» زوجة السلطان العثمانى سليمان القانوني، فى القدس بجوار المسجد الأقصى المبارك «تكية خاصكى سلطان»، لتقديم الوجبات المجانية للفقراء، وما زالت التكية تعمل وتقدم خدماتها للأسر الفقيرة إلى الآن. 

وجامع القرويين فى فاس من أقدم أوقاف نساء الغرب الإسلامي، بنته فاطمة بنت محمد عبد الله الفهري؛ أصبح فيما بعد جامعة، وأنشأت أختها مريم بنت محمد الفهري، جامع الأندلس بفاس، وكان له دور تاريخى كبير فى نشر الدين والعلم والحفاظ على الهوية الإسلامية، الذى ما زال إلى الآن تراثًا ينظر.

وفى الجزائر العاصمة مسجد بنته سيدة محسنة، وأطلق عليه مسمى «مسجد السيدة» وكان أعظم جامع فى الجزائر، فى العهد العثماني، ومسجد الخفافين فى بغداد من إنشاء السيدة زمرد خاتون، زوجة الخليفة العباسى المستضيء فى بغداد، الذى تعتبر منارته أقدم منارة معروفة فى بغداد، وأنشأت المدرسة العذراوية وأوقفتها الست العذراء بنت أخى صلاح الدين الأيوبي، ودرس بها كبار العلماء منهم وخرجت عشرات طلبة العلم والفقهاء، والمحدثين. 

وكان التنافس لعمل الخير بين النساء فاعلًا، ففى السجلات العثمانية أكثر من ٢٥٠٠ وثيقة وقف لنساء فاضلات