الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

كوميديانات الزمن الجميل.. سهير البابلى فى «مدرسة المشاغبين»

الفنانة سهير البابلي
الفنانة سهير البابلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوصا معينة فى صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات، ينتج عنها عروض تُكتب بقصد التسلية فى فصول سهلة تنهض على المفارقة والإفيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة لدى الجمهور. وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا؛ مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان. وقد اختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة نيوز» بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصرى»، ولم يستقر على دار نشر لطباعتها حتى الآن، حيث تضم هذه الموسوعة السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن فى المساهمة بإبداعهن فى إثراء مسيرة المسرح المصرى. وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن فى أداء الأدوار الكوميدية

لم تقض الفنانة سهير البابلى، التى ولدت فى الرابع عشر من فبراير ١٩٣٥، طفولتها بمركز «فارسكور» بمحافظة دمياط، لكنها انتقلت مع أسرتها لمدينة المنصورة، نظرا لأن والدها كان يعمل ناظرًا لإحدى المدارس الثانوية بها، وأول من اكتشف موهبتها وتنبأ بمستقبلها الفنى، خاصة وقد بدت عليها الموهبة فى سن مبكرة وهى تقوم بتقليد الفنانين وبعض أفراد الأسرة.

اقتنعت «البابلى» بضرورة صقل موهبتها بالدراسة فالتحقت بكل من: المعهد العالى للفنون المسرحية، والمعهد العالى للموسيقى فى نفس الوقت، لكن للأسف لم تتح لها فرصة استكمال دراستها فى أى منهما، نظرًا لمواجهتها ضغوطا عائلية كبيرة، خاصة من والدتها التى كانت ترفض تماما احترافها للفن، لكنها مع ذلك وكما ذكرت فى بعض حواراتها استفادت من التحاقها بالمعهد فى التعرف ببعض الأساتذةـ وفى مقدمتهم كل من الفنانين: فتوح نشاطى، حمدى غيث، وعبد الرحيم الزرقانى، ويحسب للفنان فتوح نشاطى حماسه لموهبتها وتشجيعها وتوجيهها للالتحاق بفرقة المسرح القومى، التى انضمت إليها بعد ذلك وبالتحديد عام ١٩٥٨، هكذا أوضح المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، مضيفا أنها وفقت ومنذ أول أدوارها بالفرقة فى لفت الأنظار إلى موهبتها من خلال تجسيدها لدور «الغازية» بمسرحية «الصفقة» للكاتب توفيق الحكيم.

بدأت حياتها الفنية بمدرسة المسرح القومى وعملت بجوار العمالقة: «أمينة رزق، سميحة أيوب، سناء جميل، محسنة توفيق، عايدة عبد العزيز، رجاء حسين، مديحة حمدى، وسهير المرشدي»، وكان تحولها للأدوار الكوميدية من خلال فرقة المسرح الكوميدى تحديدا مسرحية جوزين وفرد عام ١٩٦٦، لتنطلق بعد ذلك من خلال فرق القطاع الخاص وبالتحديد فرقة «الفنانين المتحدين» لتحقق جماهيريتها من خلال مسرحية مدرسة المشاغبين عام ١٩٧١، لتصبح واحدة من أهم نجمات المسرح الكوميدى بفرق القطاع الخاص. 

تزوجت خمس مرات كان أولها من رجل الأعمال محمود الناقورى، الذى أنجبت منه ابنتها الوحيدة «نيفين»، والمطرب والملحن منير مراد، والفنان أحمد خليل عام ١٩٧٢، وآخر أزواجها هو تاجر المجوهرات أشرف السرجانى، الذى توفى لتتزوج بعده من رجل الأعمال محمود غنيم، حتى ارتدت الحجاب واعتزلت الفن عام ١٩٩٣، وعادت بعد عدة سنوات تحديدا عام ٢٠٠٥، للتمثيل بالحجاب ببعض الأعمال التليفزيونية.

شاركت «البابلى» فى عدد كبير من المسرحيات المتميزة وتدرجت فى بعض الأدوار المساعدة حتى أصبحت نجمة متوجة، وفى هذا الصدد يجب التنويه إلى أن فترة ازدهار الفرق الكبرى بالقطاع الخاص وبالتحديد خلال الفترة من ١٩٧٣ حتى ١٩٩٣، التى تعد من أزهى فترات تألقها مسرحيا.

برعت فى تجسيد عدة شخصيات درامية مهمة منها: منيرة فى مسرحية «الناس اللى فوق»، وهيلانة فى مسرحية «مصرع كليوباترا»، بهية بمسرحية «آه ياليل يا قمر»، ونرجس بالنص المعد بعنوان «نرجس» عن رائعة الكاتب الفرنسى جان أنوى «المتوحشة»، ونبيلة الطالبة الجامعية فى مسرحية «القضية»، وزوجة السيد فى مسرحية «الفرافير»، والفتاة ابنة حداية الأعرج قاطع الطريق بمسرحية «سليمان الحلبي»، والغانية فاطمة بنت برى التى حاولت إغواء السيد البدوى بمسرحية «بلدى يا بلدي»، والصحفية ليلى التى أحبها بجنون زميلها الشاعر سعيد برائعة الشاعر صلاح عبد الصبور «ليلى والمجنون»، وبفرق القطاع الخاص: عفت عبد الكريم مُدرسة الفلسفة بمسرحية «مدرسة المشاغبين»، والسفاحة سكينة بمسرحية «ريا وسكينة»، والمُدرسة صفية العائدة من إحدى دول الخليج فى مسرحية «ع الرصيف»، والراقصة سوسكا بمسرحية «العالمة باشا»، إلى جانب شخصيات من المسرح العالمى باللغة العربية الفصحى منها: «ماريان فى مسرحية «الوارثة»، والفتاة يرما برائعة الكاتب الإسبانى جارسيا لوركا «يرما»، وفتاة الطريق رئيفة فى مسرحية «بيت من زجاج»، وأديل فى مسرحية «بيت برنارد ألبا».

قدمت مع فرقة «المسرح القومي» عروض: «الصفقة، والناس اللى فوق، وسينما أونطة» عام ١٩٥٨، «أفراح الأنجال، بيت من زجاج، مصرع كليوباترا» فى ١٩٥٩، «فى بيتنا رجل، وبيوت الأرامل» عام ١٩٦٠، «القضية» فى ١٩٦١، «بيت برنارد ألبا» عام ١٩٦٢، «الخال فانيا» فى ١٩٦٣، «الفرافير، رحلة خارج السور» عام ١٩٦٤، «سليمان الحلبي» ١٩٦٥، «حلاوة زمان» ١٩٦٧، ومع فرقة «المسرح الكوميدي» عروض: «جوزين وفرد» عام ١٩٦٦، «حب لا ينتهي» ١٩٦٩، «نرجس» ١٩٧٥، ومع فرقة «مسرح الجيب» عرضى: «يرما» عام ١٩٦٤،» ليلى والمجنون» فى ١٩٧٠، ومع فرقة «مسرح الحكيم» مسرحيات: «آه ياليل يا قمر» عام ١٩٦٧، «بلدى يا بلدى، زهرة من دم» فى ١٩٦٨، «شمشون ودليلة» ١٩٧٠، ومع فرقة «المسرح الحديث» عرضى: «أربعة فى زنزانة» عام ١٩٦٥، «الكدب له ألف رجل» فى ١٩٧٢.

أما فرق القطاع الخاص، قدمت مع «المسرح المصري» عرض: «التفاحة والجمجمة» عام ١٩٧٠، ومع «الفنانين المتحدين» مسرحيات: «مدرسة المشاغبين» فى ١٩٧١، «قصة الحى الغربي» عام ١٩٧٢، و«ريا وسكينة» ١٩٨٢، و«نص أنا نص أنت» ١٩٨٨، ومع «المسرح الجديد» عرض: «عيب يا آنسة» عام ١٩٧٤، ومع «الريحاني» مسرحية: «يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت» عام ١٩٧٥، ومع «الكوميدى شو» عرض: «الدخول بالملابس الرسمية» عام ١٩٧٨، ومع «مسرح الفن» عرضى: «ع الرصيف» عام ١٩٨٦، و«عطية الإرهابية» ١٩٩٢، ومع «محمد فوزي» مسرحية: «العالمة باشا» عام ١٩٩١، إلى جانب بعض المسرحيات المصورة منها: «أنا وهى والحرامية» ١٩٧٤، و«عينى فى عينك» ١٩٧٧، و«مصيدة لرجل متزوج» عام ١٩٧٨.

تعاونت من خلال مسرحياتها التى شاركت فى بطولتها مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل منهم: «فتوح نشاطى، عبد الرحيم الزرقانى، نبيل الألفى، سعيد أبو بكر، كمال يس، نور الدمرداش، كمال حسين، كرم مطاوع، جلال الشرقاوى، عبد المنعم مدبولى، حسن عبد السلام، السيد راضى، حسن الإمام، وحسين كمال».

شاركت » البابلى» فى بطولة ما يقرب من ٥٠ فيلمًا خلال ٣٥ عامًا، واشتهرت فى السينما بتجسيد أدوار المرأة الشريرة الحقودة، فقدمت فيلم «إغراء» عام ١٩٥٧ للمخرج حسن الإمام، فى حين كان آخر أفلامها قبل اعتزالها عام ١٩٩١ هو فيلم «يا ناس يا هووه» للمخرج عاطف سالم، هذا وتضم قائمة مشاركاتها السينمائية مجموعة الأفلام التالية: «عندما تشرق الأحزان، الابن، صراع مع الحياة» عام ١٩٥٧، ساحر النساء، المرأة المجهولة، البنات والصيف، صائدة الرجال، يوم من عمرى، جناب السفير، أخطر رجل فى العالم، العميل ٧٧، غرام تلميذة، الحلوة عزيزة، أميرة حبى أنا، حدوتة مصرية، السيد قشطة، دقة زار، ليلة القبض على بكيزة وزغلول، ليلة عسل، يا ناس يا هووه، الجنسية مصرى، وغيرها، بالإضافة إلى بعض الأفلام القصيرة منها: «فن السعادة الزوجية».

ساهمت فى إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من التمثيليات الدرامية والمسلسلات الإذاعية على مدار ما يزيد على نصف قرن، والتى يصعب حصرها منها: «تعبان جدا، رجل تحت الصفر، وجه ملاك، أين تذهب أمي؟، بنات حارتنا، زقزوق وأولاده فى العيد، وعلى الزيبق، وغيرها، بالإضافة لمشاركاتها ببطولة بعض البرامج الدرامية مثل: «مهرجان النجوم، وسيد مع حرمه فى رمضان». 

وفى الدراما التليفزيونية قدمت بعض الأدوار الرئيسة بمسلسلات: «العابثة، عش المجانين، خيال المآتة، الشنطة مع مين؟، شهادة ميلاد، عنترة، الأيدى الناعمة، الشاهد الوحيد، فوازير وحلقات ألف ليلة وليلة، عروس البحر، بكيزة وزغلول، قلب حبيبة، يا أنا يا هن، وقانون سوسكا» وغيرها، إلى جانب بعض السهرات التليفزيونية منها: «أسرار المدينة، وكل عام وأنتم بخير» وغيرها.