حين تراها واقفة متهالكة وسط الأراضى الزراعية تعتقد للوهلة أولى أنها خردة تنتظر من يلقيها بعيدا أو يعيد تصنيعها، ولكن حين تتمعن النظر تكتشف أنه متحف مفتوح وشاهد على صغر عمر محتل سرق الأخضر واليابس.
تعود القصة حين حاول الحاج غالب زكارنة، أحد سكان بلدة دير غزالة الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة جنين، مساعدة أهل قريته في الوصول إلى مياه الشرب والري، فأخذ على عاتقه أن يسهل عليهم مهمة جمع الماء، فأخذته أقداره إلى مدينة حلب السورية، وعاد لفلسطين حاملاً معه مولدا كهربائيا، مع بداية ستينيات القرن الماضي فتح أبو أحمد زكارنة بئرا استمرت عطاؤها لثمانين عاما.
كان الحاج تاجراً يملك المحال في مدينة جنين، وكان ينظر إلى ما يعانيه أهل قريته من صعوبة في التنقل بين المدينة والقرية، فقرر تأسيس شركة باصات دير غزالة للنقل، وابتاع باصاً له لينقل فيه أهل قريته.
وقد امتلك الأب زكارنة من الآلات الكثير والحديث منها في زمنه، فكان من بينها ما يختص في الحصيد وزراعة البطاطا والجرارات المتخصصة في قلب التربة، ما سمح في تطوير الزراعة الفلسطينية ومواكبته للواقع منذ القدم.
يؤكد زكارنة الابن في حديث له على أنه سيعمل جاهداً في المرحلة المقبلة للحفاظ على ممتلكات والده باصات، جرار زراعي، أدوات زراعية) تعود لعام ١٩٣٠، والتي نهشت هياكلها الصدأ فتجد في كل زاوية من زوايا تلك الشاحنات والآلات حكاية من عبق الماضي تنتظر أحدهم لتروي له ما كانت عليه في شبابها.
البوابة لايت
أكبر من عمر الاحتلال.. باصات وجرارات « زكارنة» .. متحف شاهد على العصر
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق